إنزعوا الذنَب من أقفيتكم وعودوا الى إنسانيتكم!

منذ الانقلاب التاريخي في السياسة الاسرائيلية، في العام 1977 وسيطرة الليكود اليميني المتطرف على دفة الحكم في البلاد، وسقوط حزب العمل، الذي احتل الضفة الغربية والقطاع والجولان وجنوب لبنان، والذي تآمر على عبد الناصر في العام 1956 وكان احد اقطاب العدوان الثلاثي الذي تألف منه ومن فرنسا وبريطانيا على مصر، والذي رسم سياسة حكوماته العنصرية تجاه الجزء الحي والباقي في وطنه من الشعب العربي الفلسطيني، وسلب الارض العربية ونكل وقتل من العرب خاصة في احداث يوم الارض الخالد في العام 1976، قبل رحيله بسنة واحدة. وكأن لسان حاله يقول "يا رايح كثّر من القبايح". ثم حدث ورجع الى سدة الحكم لمدة سنتين فأبى الا ان ترتكب مجزرة جديدة في العام الفين.
يأتينا هذا الحزب في كل انتخابات بحلة جديدة وشعار جديد، ويتكالب من خلال اذنابه التقليديين المنتفعين من "العرب" فيجرف من اصواتنا في الانتخابات كي يستعملها سوطا ضدنا بعد الانتخابات، وحدث ان اقام في الدورات الثلاث والاربع الاخيرة حكومة وحدة قومية (والوحدة القومية تعني وحدة الاحزاب الصهيونية) مع الليكود الحاكم، فيذدنب لها ويمرر كل سياسات هذا الحزب الامنية الحربية والاقتصادية والاجتماعية، وتبقى حالتنا على ما هي، ونبقى نحن نطمح ونطالب بالمساواة والسلام، هذا بالرغم من تسلم المدعين بالمساواة والسلام سدة الحكم من شارون حتى بيرس – بيرتس. بالطبع سيأتينا عمير بيرتس الذي تعطيه الاستطلاعات من 18-20 عضو برلمان، أي انه سيلحق ربعه ويذهب لاهثا وراء شارون ليسبق بيبي نتنياهو لاقامة حكومة وحدة قومية صهيونية، وربما مع ليبرمان ايضا، وعندها تضيع وتتطاير الوعود التي يروجها ويسوقها هو واعوانه من المحسوبين علينا من "العرب".
في الماضي نُعت هؤلاء بالاذناب، والانسان لا ذنَب له، اما اليوم فيحلو للبعض بتلطيف الكلمة الى عميل، وانا اميل الى الابقاء على الذنب واكرر لان الانسان لا ذنب له.
يأتينا هؤلاء الاذناب واربابهم ويقولون ماذا فعل لنا نواب الجبهة والاحزاب العربية وكان حريا بهم ان يسألوا اربابهم الذين يسيطرون على املاك الدولة ماذا فعلوا لنا، وما بالهم من سيطرة هذه الدولة باحزابها الصهيونية من حزب العمل والليكود على الاوقاف الاسلامية، لكن وكما يقول المثل "اللي اختشوا ماتوا"، فالداعي الى التصويت للاحزاب الصهيونية التي صادرت ارضه وانتهكت... الغالي والرخيص لشعبه وله نفسه، لا يمكننا ان نطلب منه ان يختشي.
بالرغم من ذلك نداء اليكم يا هؤلاء، قليل من الحياء، انزعوا الذنَب من مؤخرتكم وعودوا الى انسانيتكم.

(البعنة)

د. محمد حسن بكري *
الأربعاء 28/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع