تجاهل متعمّد وعنصريّة سافرة

السياسة العنصرية الصهيونية الممارسة منذ النكبة الفلسطينية وقيام دولة اسرائيل تتمحور حول طمس معالم شواهد الشعب الفلسطيني، تراثه وحضارته وتاريخه وحتى اسماء مدنه وقراه التي شوّهوها، العمل على محو الذاكرة الجماعية لشعب حي لا يموت، للشعب الفلسطيني الباقي متجذرا في وطنه والمشتت قسرا في مواطن اللجوء في شتى بقاع الدنيا.
ورغم مرور ا كثر من خمسة عقود ونيف على قيام اسرائيل فان هذه السياسة العنصرية المعادية للشعب العربي الفلسطيني لا تزال تكشّر عن انيابها العنصرية الصفراء. وقد كشّرت عن انيابها العدوانية العنصرية في مطلع هذا الاسبوع، امس الاول الاحد في مدينة عكا التاريخية. فتحت رعاية بلدية عكا والشركة  لتطوير عكا وكلية الجليل الغربي جرى تنظيم يوم دراسي تاريخي واثري في مدينة عكا تضمّن جولة ميدانية في احياء عكا الانتدابية. وعكا الانتدابية تعني عكا قبل النكبة بمعالمها التاريخية والاثرية قبل ان تصبح بعد النكبة الفلسطينية اسرائيلية. واهل عكا ادرى بشعاعها. ولكن السياسة العنصرية المرسومة والممارسة تنطلق وكأنه لا وجود للعرب في عكا تمشيا مع خطة الطوارئ لتطوير الجليل والنقب السلطوية العنصرية التي مدلولها مواصلة عملية تهويد الجليل والنقب. فعن هذا اليوم الدراسي جرت الدعوة له من خلال وسائل الاعلام العبرية فقط! ولم يكتف الداعون بهذا التوجه العنصري بل الانكى من ذلك انهم تجاهلوا اهل عكا العرب، اهل المدينة الاصليين، فلم يدعوا احدا لا من اهالي عكا ولا من اعضاء البلدية العرب ولا من ممثلي التيارات والجمعيات السياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية العربية!!
انهم تجاهلوا عمدا وبشكل فظ، اهالي عكا العرب وممثلي اهالي عكا العرب، حتى "يصفى الميدان لحميدان"، ويصول ويجول دعاة الصهيونية في تزوير الحقائق عن تاريخ وتراث مدينة عكا. وتصرف رئيس البلدية العنصري هذا يعتبر ضربة قاسية لقضية التعايش اليهودي – العربي في هذه المدينة المختلطة التي يؤلف اهلها العرب اكثر من ثلث عدد سكان عكا.
اننا اذ نستنكر هذا التصرف العنصري والتجاهل المتعمد لعرب عكا فاننا نُحيي هبة اهالي عكا وقواها التمثيلية الاحتجاجية ضد هذا التصرف العنصري المنهجي، ونعلن عن تضامننا مع وقفة اهالي عكا العادلة. فواجب جميع انصار التعايش اليهودي - العربي القائم على مبادئ المساواة والعدل والاحترام المتبادل في الحقوق، واجب جميع قوى التعايش وحقوق الانسان والمواطن، من اليهود والعرب استنكار هذا التصرف العنصري وتصعيد الكفاح وباوسع وحدة صف يهودية - عربية، عربية – يهودية، ضد جميع مظاهر وممارسات العنصرية اينما ظهرت ووجدت واطلت برأسها المتعفن. فالنضال ضد العنصرية جزء لا يتجزأ من المعركة العادلة لانجاز حق الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل بالمساواة القومية والمدنية، الجماعية والفردية، حقها بالمواطنة الكاملة، وجزء لا يتجزأ من المعركة على الدمقراطية وصيانتها من انياب العنصرية والفاشية المفترسة التي يتصاعد خطرهما في بلادنا.
الثلاثاء 27/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع