ألرائح يكثّر من ارتكاب القبائح

لم تنطل ِ علينا الاكاذيب ووسائل الدعاية التضليلية التي تلجأ اليها حكومة الكوارث السياسية والاجتماعية الشارونية وقادة حزب شارون "كاديما" على ساحة السمسرة السياسية وبهدف نهب ضمائر واصوات الفئات الاجتماعية المسحوقة من الفقراء والمحتاجين في الانتخابات البرلمانية القريبة. ففي اليوم الذي اصيب فيه رئيس الحكومة، ارئيل شارون، بالجلطة الدماغية الخفيفة وادخل المشفى، في اليوم ذاته، طلع الى وسائل الاعلام من مصادر مسؤولة في ديوان لرئاسة الحكومة انه خلال اليوم الذي اصيب فيه شارون بالجلطة كان مع القائم باعماله وزير المالية، ايهود اولمرت ومدير عام بنك اسرائيل وغيرهم يبلورون الخطوط العريضة لـ "خطة محاربة الفقر" السبعية (لسبع سنوات) والتي تبلغ تكلفتها اربعة عشر مليار شاقل!! انها ديماغوغيا اجتماعية للاستهلاك الانتخابي، فحتى الذي لا يفهم ألف باء الاقتصاد الاجتماعي يدرك البعد والمدلول الديماغوغي لخطة شارون - اولمرت "لمحاربة الفقر" فمحاربة الفقر وبشكل جدي وجذري تستدعي  امرين اساسيين، الاول، تغيير جذري للسياسة الاقتصادية – الاجتماعية المنتهجة التي انتجت وتنتج اعدادا متزايدة من الفقراء سنويا والانتقال من ممارسة النهج النيولبرالي، نهج اغناء الاغنياء وافقار الفقراء وخسف ما يطلق عليه "دولة الرفاه" الى  نهج ركوب قطار العدالة الاجتماعية. فهل يعتقد حتى الساذج ان حكومة خدمة مصلحة الرأسمال الكبير، الاسرائيلي والاجنبي، تغير طابع هويتها الطبقية – الاجتماعية؟! والامر الثاني، هل يمكن معالجة الفقر جذريا في ظل الانفاق العسكري الجنوني لتغطية مصروفات سياسة العدوان والاحتلال والاستيطان التي تمارسها حكومة الكوارث الشارونية – البيرسية.
لقد افصح وزير المالية، ايهود اولمرت قبل يومين، وكشف عن احد مصادر "محاربة الفقر" والمصدر الذي اكتشفه هو رسوم التعليم العالي في الجامعات والمعاهد العليا، فهو يقترح زيادة رسوم التعليم العالي حتى ينفق من هذه الزيادة على معالجة قضية الفقر!! انه يريد تحويل المعاهد العليا الى احتكار لابناء الاغنياء والعائلات الميسورة وحرمان ابناء الفقراء والفئات الاجتماعية الضعيفة من امكانية ممارسة حقها الانساني الاولي في التعليم العالي والتقدم اجتماعيا. خطة مدلولها في الافق الاستراتيجي عملية الانتاج الموسع للفقر والفقراء والذي سيعاني منه ابناء الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل اكثر من غيرهم لان عدد ونسبة الفقراء بين العرب حوالي ثلاثة اضعاف النسبة بين المواطنين اليهود.
يوجد مثل دارج يقول "يا رايح كثّر من الملايح" ولكن حكومة لم تتعود الا على ارتكاب القبائح في سياستها الممارسة لا ينطبق عليها، خاصة بعد قصف اجل مدة حكمها قبل انهاء مدتها القانونية، سوى شقلبة هذا المثل "يا رايح كثر من القبايح" وهذا ما ترتكبه من جرائم دموية في المناطق الفلسطينية المحتلة، وما ترتكبه بحق الفئات الاجتماعية المسحوقة في اسرائيل وبحق مستقبل وطابع التعليم العالي في البلاد، سياسة تستدعي تصعيد الكفاح السياسي – الجماهيري لمواجهتها.

الخميس 22/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع