البيان الختامي لمجلس الجبهة

* نتجه إلى الانتخابات برصيد جماهيري برلماني نقابي ضخم، لتعزيز تمثيلنا البرلماني من خلال نيل ثقة الجماهير العربية والقوى التقدميّة اليهودية، متمسكين بتركيبتنا ونضالنا العربي اليهودي * رفع نسبة الحسم الى (2%) وإلغاء اتفاقيات فائض الأصوات - خطوة معادية للدمقراطية أحد ابرز أهدافها ضرب التمثيل السياسي للجماهير العربية والنضال الدمقراطي، وإفرازاتها ستكون تقوية الاتجاهات الانعزالية * نستنكر تكالب الأحزاب الصهيونية وعكاكيزها على الجماهير العربية، ونؤكد ان اقتلاع هذا التوجه ليس واجبا سياسيا ووطنيا وحسب وإنما أخلاقيا من الدرجة الأولى * ندعو الكوادر الجبهوية إلى التجند والفروع إلى البدء بالعمل الانتخابي، من اجل ايصال كلمة الجبهة الى اوسع شرائح شعبنا. اننا نريد لصوت الجبهة ان يصل كل بيت، وان يصل كل انسان * نضال الجبهة الآني، مواقفها وتاريخها هو اكبر دعم لنا في هذه المعركة الانتخابية *

 

لم نكن بحاجة للدورة البرلمانية الأخيرة لنثبت من جديد وبشكل أعمق صحة موقف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المثابر في القضايا السياسية والاجتماعية، فقد شكلت الدورة المنصرمة علامة فارقة في تأكيد صحة مواقف الجبهة السياسية والاجتماعية التاريخية وفي تحديد موقف الجماهير الشعبية اليهودية والعربية من ضرورة إخلاء مستوطنات قطاع غزة وجميع المستوطنات حتى الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة من عام 1967، الذي يشكل الركيزة الأساسية لإحلال سلام حقيقي في الشرق الأوسط، والذي لن يكتمل إلا بإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الأمم المتحدة.
كما أثبتت الدورة المنصرمة مدى السخط الجماهيري اليهودي والعربي على السياسة النيوليبرالية الكارثية التي قادها زعيما الليكود اريئيل شارون وبنيامين نتنياهو والتي خصخصت الخدمات الاجتماعية والشركات الحكومية وعملت على تحطيم ما تبقى من "دولة الرفاه"، إن هذه السياسة الإجرامية أثبتت مدى حاجة الناس إلى سياسة اجتماعية بديلة، وقد برزت بعض آثارها في الأجواء الايجابية التي رافقت انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب العمل، ومع ذلك تؤكد الجبهة على أن عمير بيرتس يبقى رئيسًا لحزب العمل الشريك المثابر في حكومة شارون بكل مجازره السياسية والاجتماعية حتى قبل شهرين من اليوم، والذي سئمت الجماهير من وعوده البراقة قبل الانتخابات ثم قفزه إلى أحضان اليمين بعد كل الانتخابات مباشرة.

* مهام شائكة في الكنيست القادمة

إن العمل في الكنيست القادمة سيواجه مهمات شائكة وخطيرة : خطر حرب اقليمية بفعل التهديدات الامريكية الاسرائيلية ضد ايران وسوريا، محاولات الإجهاز على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني بفعل الاستيطان والجدار والتنكر للشرعية الدولية، تفاقم الأخطار على الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل بفعل تعميق التمييز العنصري والفقر وشحة الميزانيات ومخططات التهويد وتهديدات الترانسفير والتبادل السكاني وتضييق الهامش الديمقراطي,سياسة الإفقار وضرب الطبقات الفقيرة والحقوق الاجتماعية والعمل المنظم.
إن الغالب في اهتمام الجماهير العربيّة والقوى الديمقراطيّة اليهوديّة هو دعم الإطار الذي بإمكانه التأثير على الحكومة من جهة ويملك ضوابط دمقراطية وأخلاقيّة في الوقت ذاته، وعليه فأن الجبهة تؤكد مجددا أن انجاز الاهداف السياسية والاجتماعية والديمقراطية يتطلب رفض اطر التقوقع القومي بين شعبي البلاد والاستئثار بالقضايا "الداخلية والخاصّة".
أن مصلحة الجماهير العربية تتطلب وجود جسم يحافظ على الانتماء القومي والكرامة الشخصية والجماعيّة وفي الوقت ذاته يسعى إلى التأثير على المجتمع الإسرائيلي والمؤسّسة الحاكمة من أجل تغليب كفّة السلام والديمقراطيّة، وفي هذا لا بديل عن الجبهة التي تعبّر عن هذا الموقف الوطني والمسؤول بشكلٍ صميمي حتى النهاية.

* متواجدون في جميع المعارك


إن الجبهة التي زادت من قوّتها في الانتخابات السابقة وحازت على القوّة الأولى بين الجماهير العربيّة ونالت، مع حليفتها الحركة العربية للتغيير، ثقة 30% من هذه الجماهير، وبعد ذلك حقّقت قفزة كميّة ونوعيّة كبيرة في انتخابات السلطات المحليّة بحصولها على رئاسة أكثر من عشر سلطات محليّة بينها كبرى المدن العربيّة، الناصرة وسخنين وطمرة، وحصول الجبهة على القوّة المركزيّة بين الجماهير العربيّة في الهستدروت ونقابات ولجان الطلاب الجامعيين وكذلك المعلمين والمحامين.. وبهذا قد لا تجد إطارا شعبيا مركزيا بين الجماهير العربية لا تكون الجبهة في صدارته، وكل هذا يزيد من جاهزيّتها الانتخابيّة لمواصلة تعزيز قوّة الجبهة الانتخابيّة.
كما أنّ الجبهة هي الجسم المركزي الذي تواجد في الشارع وتصدّت كوادره بآلافها لمؤامرات السلطة حول "الخدمة المدنيّة" ومخططات الهجوم على حقوق العمّال ومخطط "تهويد الجليل والنقب"، ومؤامرة "ماحش" حيث برز الموقف النضالي والحكيم للجبهة الذي أجبر "ماحش" على التراجع السريع الأمر الذي أبرز صحة موقف الجبهة والجماهير العربية والديمقراطية بشكل قاطع.
ان قضايا الغبن الرهيب ضد المواطنين العرب في النقب وسياسة هدم البيوت وعدم توسيع المسطحات في القرى والمدن العربية وازمة السلطات المحلية العربية وقضايا الفقر والبطالة والتعليم والصحة وتقليص الميزانيات الاجتماعية تكتسب بعدا اكثر الحاحا الامر الذي يفرض مهمات استثنائية على الجبهة وعلى ممثليها وكوادرها.
يثمّن مجلس الجبهة عاليا الدور المميّز لكتلتنا-كتلة الجبهة الديموقراطية والعربية للتغيير- في طرح القضايا السياسيّة والاجتماعيّة عامة، والتي تجلب الاحترام الكبير من قبل الناس للكتلة وما تمثله ولطروحاتها المثابرة بشجاعتها ومسؤوليتها، والتي برزت بموقفها الأصيل والمسؤول في عدّة مواقف كانت فيها بيضة القبّان كإخلاء مستوطنات غزّة دون دفع ثمن سياسي للإخلاء بتأييد خطة الفصل الشارونية.
 

* قرارات المجلس


1. الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة تتوجه إلى الانتخابات برصيد جماهيري برلماني نقابي ضخم. اننا نعتز بالعمل المثابر لكتلة الجبهة والعربية للتغيير خلال الدورة المنصرمة. لقد قامت كتلتنا بنشاطات واسعة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية. إن استطلاعات الرأي الحالية والسابقة التي تمنح كتلتنا مكان الصدارة بين الجماهير العربية هي اشارة نعتز بها، وسنصون هذه الثقة الغالية بكل ما نملك.
2. الجبهة تتقدم لتعزيز تمثيلها البرلماني من خلال نيل ثقة الجماهير العربية والقوى التقدميّة اليهودية، على أساس موقعها ومواقفها بوصفها قوة اليسار الحقيقي الوحيدة، وعلى أساس كونها القوة المركزية بين الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل.
3. الجبهة تؤكد على تمسكها بتركيبتها ونضالها العربي اليهودي على مستويات العمل الشعبي والانتخابي والبرلماني وترى فيه خيارا ديمقراطيا أساسيا.
4. الجبهة ستعمل على توسيع وتعميق نهج العمل المشترك والتحالفات مع أوساط وقوى يهودية وعربية على أسس ديمقراطية من اجل تعزيز مبادئ السلام والمساواة والعدالة والديمقراطية ومن اجل صيانة موقع وتمثيل الجماهير العربية التي تواجه حملة تحريض عنصرية وتمييزا فظيعا واضطهادا طبقيا واجتماعيا عميقا ومخططات تهدف إلى شطب تمثيلها البرلماني.
5. إن رفع نسبة الحسم الى نسبة 2% من الأصوات وإلغاء اتفاقيات فائض الأصوات، إنما تعبر عن خطوة معادية للدمقراطية واحد ابرز اهدافها هو ضرب التمثيل السياسي للجماهير العربية في إسرائيل.
6. إن ضرب الوزن السياسي البرلماني للجماهير العربية هو ضربة للنضال الدمقراطي في البلاد، ومن أهم إفرازاته تقوية الاتجاهات الانعزالية لدى الجماهير العربية.
7.  لذلك وعلى الرغم من قناعتنا الراسخة وإجماع الاستطلاعات على متانة قوة وحضور الجبهة ومن منطلق المسؤولية لمصير تطور هذه الجماهير وتجذرها في وطنها ، تدعو الجبهة الى عمل سياسي جماهيري هدفه مواجهة هذه الهجمة الصهيونية برفع نسبة التصويت بين الجماهير العربية وكنس الأحزاب الصهيونية من المجتمع العربي.
8. الجبهة تستنكر بشدة تكالب الأحزاب الصهيونية وعكاكيزها على الجماهير العربية، وتؤكد ان اقتلاع هذا التوجه ليس واجبا سياسيا ووطنيا وحسب وإنما أخلاقيا من الدرجة الأولى.
9. الجبهة تستنكر محاولات النيل من قيادة الجماهير العربية وأطرها المنتخبة، وتشيد بالدور الوحدوي المسؤول للجنة المتابعة وآخر نشاطاتها المؤتمر الهام ضد العنف، وتؤكد الجبهة أن طروحاتها السياسية والاجتماعية التي تقيّم الإنسان كإنسان بمواقفه وممارسته، وأن برنامجها السلامي والاجتماعي والديمقراطي هو الضمان الأساسي لمجتمع يتجاوز الطائفية والعائلية والتعصب القومي ويخلق أجواء ديمقراطية تنبذ مظاهر العنف والجريمة الذي تأخذ بالاستشراء في اوساط واسعة في المجتمعين اليهودي والعربي في اسرائيل.
10. الجبهة تعلن عن تضامنها مع الحكم المحلي الذي يواجه ازمة خانقة بسبب السياسة الحكومية الرسمية وتؤكد تضامنها بشكل خاص مع نضال ومطالب السلطات المحلية العربية ومستخدميها الذين يواجهون خطر الانهيار الشامل بفعل شحة الميزانيات وعدم دفع اجور المستخدمين لاشهر طويلة.
11. الجبهة تعلن وقوفها الى رافضي الخدمة العسكرية لاسباب ضميرية كي لا يكونوا جزء من آلة القمع والاحتلال. 
12. تدعو الجبهة كوادرها للتجند من اجل نصرة الجبهة في الانتخابات القادمة. اننا ندعو فروع الجبهة في مختلف مدننا وقرانا، للبدء بالعمل الانتخابي، من اجل ايصال كلمة الجبهة الى اوسع شرائح شعبنا. اننا نريد لصوت الجبهة ان يصل كل بيت، وان يصل كل انسان. نضال الجبهة الآني، مواقفها وتاريخها هو اكبر دعم لنا في هذه المعركة الانتخابية.
13. يستنكر مجلس الجبهة بشدة التحقيق البوليسي مع رئيس مجلس الجبهة النائب محمد بركة ويعتبر هذا التحقيق سياسيا من الدرجة الأولى وعنصريا في تعامله مع العرب ومنافيا للديمقراطية وللحصانة البرلمانية التي يتمتع بها ممثل الجمهور وتجعله حرا في التعبير عن جمهور منتخبيه.
14. تثمن الجبهة عاليا النضال الجماهيري والإعلامي الضخم الذي قامت به "اللجنة الجبهوية لمناهضة "الخدمة المدنية" وتؤكد أن تحاشي الحكومة لفرض هذا القرار على الشباب العرب – بخلاف اليهود المتدينين- في قرارها الأخير، جاء أساسا نتيجة لنضال الجبهة كما عبرت عن ذلك أوساط في الحكومة، وتؤكد الجبهة أن محاولة ربط الحقوق بالواجبات وزج شبابنا في "الخدمة المدنية" المبنية على تفوق العقلية العسكرية هو محاولة لتجذير التشويه والعدمية القومية وهو أمر منافٍ للقيم المدنية ولمعركة الجماهير العربية من أجل المساواة التامة كأقلية قومية وأصلية.
15. يتوجه الاجتماع بتحياته الحارة إلى كتلة الجبهة في نقابة المعلمين. إننا ندعو كافة المعلمين العرب والديمقراطيين اليهود، من اجل دعم قائمة الجبهة، القائمة الوحيدة التي أثبتت مصداقيتها في رفع قضايا المعلمين والدفاع عن حقوقهم.
16. تتوجّه الجبهة بأحر التحيات للطلاب الجامعيين الجبهويين، العرب واليهود، في جامعة حيفا على عملهم الرائد في افشال الخطوات غير الدمقراطية لليمين الطلابي في الجامعة، بمؤازرة المؤسسة الجامعية. اننا ندعو جميع الطلاب العرب واليهود لدعم مرشحي الجبهة الطلابية في انتخابات نقابتي الطلاب العامة التي ستجري في جامعتي حيفا وتل ابيب.

الخميس 22/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع