صباحُ النضالْ

كثيراً ما يروِّج الإنتهازيون والمتسلقون والسلطويون لمقولة إنَّ زمنَ النضال الفاعل قد ولّى إلى غير رجعة، وإنَّ أوانَ نهج الإقصاء الذاتي قد آن.. والآن الآن وليس غدا!
وقد جاء قرار الحكومة يوم الأحد الأخير، بتحاشي فرض مخطط "الخدمة المدنية" السلطوي على الشباب العرب، ليثبت، مجدداً، خطأ تلك المقولة: فقد اعترف الجنرال عبري بعظْمة لسانه إن الحكومة تتراجع عن فرض المخطط على الشباب العرب "نظرا لرفضهم القاطع للمخطط"! هذا رغم جميع المغريات وكل الرماد الذي حاولوا ذرّه في عيون شبابنا، من "أفضليات" فتاتيّة، تكرّس دونيّة مواطنتهم، حتى بعد "الخدمة المدنية"؛ وأكد القرار، مجدداً، صحةَ موقفنا بأن النضال (وفقط النضال وليس الركون إلى اليأس وقلة الحيلة) هو القادر على تحقيق الإنجازات.
وبكل الصدق، والمسؤولية، والأمانة، نقول إنه كان للجبهة دورٌ طلائعي متميّز في رفض هذا المخطط. وبكل تواضع، نقول إن الجبهة قادت النضال من أجل توعية شبابنا والحؤول دون إيقاعهم في هذه المصيدة المعسولة. فألف ألف تحية إلى اللجنة الجبهوية لمناهضة "الخدمة المدنية"، التي قامت بعشرات النشاطات الشبابية الجماهيرية في مختلف أنحاء البلاد، ولعبت دورا إعلاميا هاما فرض نفسه على الساحة. وألف ألف تحية إلى الشبيبية الشيوعية، التي أوضحت البُعد الطبقي في المخطط، وأعطت معركة رفضه زخمَها الشعبي والسياسي.
إن عدم الاستهانة بخطورة "الخدمة المدنية" يفضي بالتالي إلى عدم الاستهانة بهذا الإنجاز الذي حققناه لصالح الجماهير العربية، ولصالح الرؤية الجدلية التي تُشتق بموجبها المواطنة من الوطن وليس من الولاء للسلطة والانتماء لأجهزتها القمعية والرضا بحصة الأيتام على مائدة اللئام.
نعم! إنه إنجاز هام وكبير، تحقق بفضل نضال مثابر، وفي فترة غير سهلة؛ ليضاف إلى عشرات الإنجازات وعشرات النضالات في سجلنا.. هذا السجل النضالي المشرّف هو رأسمالنا الأساسي في المعركة الانتخابية، وهو واحدٌ من الكثير الذي في جعبة حزبنا وجبهتنا.
لكن.. علينا اتقاء الحذر: فالحكومة لم تتراجع نهائيا عن المخطط، ما يعني أن المعركة لم تنته بعد، ولكننا على يقين من أن النضال الذي فرض رفض هذا المخطط سيدحره برمّته، وسيبقيه حبيسَ الأدراج الحكومية الظلامية المظلمة الظالمة.
يحق لنا، إذاً، أن نتغنّى في وجه الحكومة وأدراجها:
صباحُ الخير.. صباحُ النور.. صباحُ النضال!

رجا زعاترة
الأربعاء 21/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع