إستغلال اليافعين في سوق العمل!

صدر أمس الاثنين عن "دائرة التخطيط والأبحاث والاقتصاد" في وزارة التجارة والصناعة كراس يتضمن معطيات صارخة حول تشغيل اليافعين من اعمار دون الثامنة عشرة في ظروف تتناقض ومتطلبات قانون تشغيل الشبيبة العاملة في مثل هذه السن المبكرة. فمن المعطيات البارزة في هذا الكراس، التقرير، انه جرى في العام الماضي استغلال اكثر من واحد وعشرين الف يافع ويافعة تراوحت اعمارهم بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة، في سوق العمل الاسرائيلي.
فبالنسبة لأرباب العمل فان تشغيل صغار السن بدلا من العمال كبار السن اربح لهم، فتكلفة تشغيلهم منخفضة، معدل اجورهم اقل بكثير من معدل اجور العمال البالغين، ومن السهل تشغيل الفتيان والفتيات في ساعات عمل غير مريحة وغير ملائمة لتشغيل بالغين، تشغيلهم بعد الظهر وفي ساعات المساء والليل، كما انه يمكن تشغيل اليافعين في مهن تتطلب مهارة قليلة وليونة اكثر وحركة اسرع في العديد من الاماكن كالمطاعم مثلا.
وتبرز معالم الاستغلال الشنيع للعاملين صغار السن من خلال تدني معدل الاجور التي يحصلون عليها. فالمعدل الوسطي لأجرة اليافع في الساعة الواحدة لا تتعدى 11,7 شاقلا. ويتضح من معطيات التقرير المذكور ان 56 % من مجمل العاملين اليافعين يتقاضون اجرة اقل من الحد الادنى للاجور. كما يتبين من المعطيات ان 10 % من ارباب العمل خالفوا قوانين العمل وشغلوا اليافعين ساعات اكثر مما هو مسموح به حسب القانون. كما تعكس المعطيات التمييز في مستوى الاجور ضد الفتيات اليافعات، ففي حين يبلغ المعدل الوسطي لاجرة اليافع 12 شاقلا في الساعة، فان المعدل الوسطي لاجرة الفتاة اليافعة لا يتعدى 11,2 شاقلا. وتبلغ نسبة العرب المسجلين كشبيبة عاملة من بين من شملهم التقرير 8 %، حوالي اربعة آلاف واربعمئة وثلاثين يافعا. ويعمل هؤلاء الشبان والصبايا في فرع خدمات التضييف والمطاعم وفي الكراجات ووكالات السيارات وفي خدمات جماهيرية وفي البيوت وفي الزراعة والصناعة.
 ان استغلال الشبيبة العاملة من قبل ارباب العمل، ان كان من حيث تشغيلهم ساعات اكثر مما يسمح به القانون او دفع اجور لهم لا تتعدى الـ 1580 شاقلا شهريا لليافع و900 شاقل شهريا للفتاه اليافعة، يعكس حقيقة الهوية الطبقية- الاجتماعية للنظام القائم في اسرائيل، نظام الاستغلال الرأسمالي المعادي لمصالح العاملين كبار وصغار السن. كما ان معطيات الاستغلال هذه تستدعي تصعيد الكفاح الطبقي والسياسي- الجماهيري دفاعا عن حقوق الشبيبة العاملة اليهودية والعربية ولكبح جماح استغلال ارباب العمل لعرق العمال اليافعين واجبارهم على الالتزام بتنفيذ قانون عمل الشبيبة العاملة بحذافيره. فالنضال دفاعا عن حقوق الشبيبة العاملة جزء لا يتجزأ من المعركة النضالية ضد سياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء السلطوية.
الثلاثاء 20/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع