المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي، أمس:
طلقة الانطلاق نحو انجاز جديد لقائمة الجبهة في انتخابات الكنيست المقبلة

حيفا- مكتب "الاتحاد"- بالتئام المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي، غصت قاعة مسرح الميدان في حيفا، أمس السبت، بالمئات من أعضاء المجلس العرب واليهود الرجال والنساء ومن كافة الأجيال.
افتتحت المجلس وأدارته عضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي، تمار غوجانسكي مشيرة الى التطورات السياسية العالمية العامة، محذرة من مخططات الهيمنة الأمريكية على العراق عبر تجزئة الشعب العراقي الى طوائف وملل وبالتالي تقسيم العراق لاضعافة على غرار النموذج اليوغوسلافي.
كما تطرقت غوجانسكي الى التطورات السياسية في اسرائيل، وأشارت الى التغيير الحاصل في سلم أولويات المجتمع الاسرائيلي حيث باتت القضايا الاجتماعية والاقتصادية تتقدم على القضايا "الأمنية" وقالت غوجانسكي "هذا يؤكد ادعاءنا بأن هذه الحكومة عدوة السلام، العرب، النساء، الأطفال والفقراء".
وأضافت غوجانسكي "من قراءتنا الخاصة للواقع المركب، ننطلق لمناقشة قضايانا التنظيمية والداخلية."
وأما السكرتير العام للحزب الشيوعي، النائب عصام مخول، فقد قدم مداخلة مسهبة، استهلها بتقديم التحية الى كوادر الحزب وشركائها في الجبهة الديمقراطية، التي باتت على أهبة الاستعداد لإنجاح قائمة الجبهة الديمقراطية في الانتخابات المقبلة.
وقال مخول في كلمته "بهذا المجلس، نفتتح رسميا معركة الانتخابات للكنيست الـ 17، وهي معركة من أهم المعارك في العقود الأخيرة، تجحرى على أنقاض الشارونية والقوة والنيوليبرالية."
وطرح مخول توجهات اللجنة المركزية للحزب بكل ما يتعلق بقراءة الخارطة الحزبية السياسية  العامة في اسرائيل وبالتأكيد على ضرورة ضمان التمثيل الطبيعي للجبهة الديمقراطية في الكنيست بثلاثة أعضاء على الأقل وبترجمة الفكر الشيوعي الأممي بقائمة عربية يهودية في الكنيست. (اقرأوا كلمة مخول كاملة في اطار منفصل)
وقابل الجمهور بتأثر كبير وعاصفة من التصفيق التحية التي قدمها القائد التاريخي للحزب الشيوعي، النائب السابق، المناضل توفيق طوبي، وكان قد قرأ التحية نيابة عن طوبي، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس تحرير صحيفة "الاتحاد"، د.أحمد سعد، حيث اعتذر طوبي عن عدم الحضور بسبب ظروفه الصحية، ومما جاء في تحية طوبي، التأكيد على "ان نعمل جهدنا كي نخرج من هذه المعركة بمكاسب لصالح قضية السلام والتقدم الاجتماعي" وجاء كذلك "ان هذا يتطلب تجنيد جميع الطاقات لافشال مؤامرة زيادة رفع نسبة الحسم للتمثيل في الكنيست وضمان تمثيل الجماهير العربية والقوى الدمقراطية اليهودية." (الكلمة كاملة في اطار منفصل).
ومن ثم افتتح باب النقاش للمندوبين وقد شارك به العشرات من الرفاق، وجرى في ختام المجلس المصادقة على البيان الختامي .

 

ألبيان الختامي للمجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي

فيما يلي النص الكامل للبيان الختامي الصادر عن المجلس القطري للحزب الشيوعي أمس:
1- يحذر مجلس الحزب الشيوعي الاسرائيلي من محاولة نظام بوش، والذي يستعين بحكومة شارون وبأنظمة امبريالية اخرى لتعميق السيطرة الامريكية في المنطقة بواسطة تأجيج حروب، احتلال، سيطرة على الثروات الطبيعية وتشغيل العمال بظروف استغلالية مشينة.
2- مجلس الحزب يستنكر سياسة حكومة شارون، التي تصعد من هجماتها على الشعب الفلسطيني وتعمل بمنهاجية من اجل تخليد الاحتلال وعرقلة التوصل الى تسوية سلمية عادلة في صلبها دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل، عاصمتان في القدس وحل قضية اللاجئين حسب قرارات الشرعية الدولية. الحزب الشيوعي يؤكد بأن حكومة شارون تواصل سياستها الكارثية بسبب الدعم الكامل الذي تحظى به من نظام بوش. مقابل هذا الدعم تشغل حكومة شارون جزءا هاما بتأجيج هستيريا الحرب ضد سوريا وايران وتعمل على توريط اسرائيل بحرب نووية.
3- الحزب الشيوعي، تجند وحيدا تقريبا طوال السنين ضد دوس حقوق الشعب الفلسطيني ونشير بالايجاب الى الصحوة الحاصلة لدى الجمهور الاسرائيلي والمتمثلة بالدعم المتزايد لإخلاء المستوطنات واقامة الدولة الفلسطينية. وقد اشار استطلاع للرأي بتاريخ 16/12/2005 الى ان 49% يؤيدون تقسيم القدس.
تنعكس الصحوة ايضا بالانتقاد المتزايد للسياسة النيولبرالية لحكومة شارون التي تغني الاغنياء على حساب سحق الاجور والتقليصات بمخصصات التأمين الوطني.
التغييرات في مواقف الجمهور الاسرائيلي أدت الى اهتزازات في الخارطة السياسية الحزبية والى تشرذم الليكود وبلورة حزب ليكود جديد- قديم برئاسة شارون، حزب كاديما، الى انتخاب عمير بيرتس لرئاسة حزب العمل، الى الهبوط الكبير بقوة حزب شينوي وتقوية معينة لليمين العنصري.
اننا نقف الى جانب الكفاح العادل للسلطات المحلية العربية، وإلى جانب نضال العاملين والنساء والطلاب.
مجلس الحزب الشيوعي يرى في الظروف الجديدة الامل والمخاطر. من جانب واحد يزداد الانتقاد لسياسة الاحتلال ولسياسة اغناء الاغنياء ووجوب تقديم القضايا الاقتصادية على "الامنية" في سلم اولويات الجمهور.
من جانب آخر الحكومة واجسام اخرى تعمق سياسة التمييز ضد الجماهير العربية وتؤجج توجهات عنصرية وغير دمقراطية.
اعلان شارون عن نواياه بتغيير الحكم وطريقة الانتخابات للكنيست تعزز التهديدات على الدمقراطية المنعكسة من شارون واليمين المتطرف.
4- يناشد المجلس كافة مؤسسات الحزب، كل اعضاء الحزب والاصدقاء وكل الشركاء في الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وكل المناضلين من اجل السلام والعدالة الاجتماعية اليهود والعرب من اجل التجند وانجاح الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في معركة الانتخابات الـ17. معركة الانتخابات فرصة لإبراز مواقفنا المثابرة في القضايا السياسية والاجتماعية، لابراز برامجنا للسلام العادل والدفاع عن حقوق العمال، الدفاع عن شبكة امان اجتماعية من اجل ضمان العمل للعاطلين، من اجل المساواة للمرأة ومن اجل مساواة تامة بالحقوق المدنية والقومية للجماهير العربية.
من اجل التعبير عن مواقف الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية وتأثيرنا الجماهيري، من اجل ضمان قدرتنا على العمل في السنوات القريبة سننطلق الى الانتخابات بقائمة تضمن تركيبة عربية يهودية للقائمة، وفقا لقرارات اللجنة المركزية للحزب.
اننا منفتحون لادارة حوار مع اجسام اخرى ولكن وبكل تفاوض على تعاون انتخابي سنتفق على تنفيذ هذين الشرطين، اللذين يحملان اهمية مصيرية وضمانة مواصلة نشاط الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية.
نجاحنا في الانتخابات الـ17 للكنيست مشروط بقدرتنا على العمل معا من لتنفيذ سياسة الحزب الشيوعي والقرارات الدمقراطية لمؤسساته المنتخبة.
مجلس الحزب الشيوعي يلقي مسؤولية تنفيذ القرارات الملزمة لكافة الرفاق على اللجنة المركزية.
5- اننا نعود ونؤكد تقديرنا العميق لشركائنا في الجبهة الدمقراطية الذين بلورنا معهم خطة سياسية واجتماعية وعملنا دون كلل على تنفيذها.
في معركة الانتخابات نعمل مع شركائنا في الجبهة في كل بلدة لنتمكن معا توسيع دائرة المؤيدين لقائمة الجبهة الدمقراطية وتعزيز تمثيلها في الكنيست. تقوية الجبهة هي مصلحتنا العليا نحن الشيوعيين.
عندما يعلن "العمل" و "ميرتس" مقدما عن استعدادهما لخدمة حكومة شارون فإننا نؤكد بان صوت الجبهة صوت اكيد ضد شاورن والشارونية ضد "الوحدة القومية" التي ستعمل من جديد لتخليد الاحتلال، التمييز والفقر، وضد الخصخصة وضد كل مظاهر العنصرية.
صوت للجبهة هو صوت صاف للسلام المستقر، للدفاع عن العمال والعدالة الاجتماعية ولمساواة الجماهير العربية.

الأحد 18/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع