دورنا ان نقبل هذا التحدي
ألتوجه بثقة مسؤولة وممهورة بالنشاط الموحد يكفل لنا النجاح

قد تكون معركة الانتخابات المقبلة من اصعب المعارك التي واجهتنا، ففي الوضع الدولي تخلق معايير لم يسبق لها مثيل في التعامل الامبريالي وهناك من ينحني امام الضغوط والتهديد والاستهداف، ويصبح الامر واقعا وكأنه لا مفر منه ولا طاقة آنيّة لتغييره بعد الانهيار وبهدف ازاحة كافة العراقيل من طريق العولمة الجامحة والنظام العالمي الجديد المجنون، وهذه العولمة تطبق وتمارس في كافة المجالات بوتائر متسارعة، بالرغم من التصدي لها وبالرغم من  مقاومة الغزو الامريكي.
وفي الشرق الاوسط تطبق هذه المعايير الامبريالية على قدم وساق وتصبح جزءًا من الحياة، حق العودة للشعب الفلسطيني مثلا فاما يذكر لانه بعيد عن هذا الواقع، وكذلك الانسحاب الاسرائيلي الكامل والحقيقي من المناطق المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، ناهيك عن حق تقرير المصير واقامة دولة فلسطين المستقلة وجريمة الاستيطان احد العسكريين الاسرائيليين يصرح بوجوب ضرب المفاعل النووي  في ايران البعيدة، على هذا يجب اجراء عقاب صارم في ظروف طبيعية فهذه جريمة بحق السلام والانسانية. فمن يحدد مناطق نفوذ اسرائيل يجري الحديث عن تجريد حزب الله من السلاح وليس عن انسحاب اسرائيل من مزارع شبعة!! العمليات الفدائية داخل اسرائيل ضد الفلسطينيين مفهومة جدا والتي هي جزء بشع دموي من الجريمة الاكبر التي هي الاحتلال الدموي.
زعماء دول عربية يدعون مباشرة لشارون اياه، لشارون بقده وقديره، كما في مصر مثلا دون ان يندى لهم جبين.
الاحتلال الاسرائيلي في الجولان غير مستهدف، وسوريا مستهدفة، الاحتلال الامريكي في العراق غير مستهدف من ابواق النظم، اما المقاومة فهي المستهدفة وهي التي يضعون لها مقاييس دقيقة على الشعرة. حرية الامبريالية تجلب على حاملات الطائرات والاسلحة الفتاكة وها هي الحرية المجلوبة الى العراق، واسرائيل تدرب بعض القوى هناك لتبهير هذه الحرية للشعب العراقي، بوش حاول ويحاول قتل فيدل كاسترو ويذرف الدمع على مقتل الحريري التي هي جريمة نكراء، وقوى لبنانية تحسب نفسها في الصف الوطني ترى في سوريا العدو، وليس امريكا وليس اسرائيل وليس القرارات المجحفة في مجلس الامن!!
فضائيات عربية لا تتعامل معنا نحن الشيوعيين لاننا حزب يهودي عربي، وتتعامل مع يهود الحكم والاحتلال وليس مع يهود النضال من اجل السلام العادل وتريدنا ان نسبح في لجة المزايدات المقرفة، فضائيات عربية تخلت وتتدخل وستتدخل في معارك الانتخابات عندنا من منطلقات غريبة عجيبة بهدف اضعاف الشيوعيين.
وجهاء عرب ورؤساء مجالس يتهافتون على احزاب الحكم خاصة حزب شارون، وكأنه لا يوجد احتلال وتمييز ولا اضطهاد ولا تهويد..
وهم يزايدون علينا نحن ايضا!!
مفلسون سياسيون يكررون تجربة فشلهم ويدعون الى الوحدة.
يجري التعامل مع التحالف ليس على الجوهر بل على تحالف تركيب القائمة او القوائم ويقال عنه تحالف استراتيجي.
القضايا الطبقية الحادة مهملة جدا لدى البعض، ووسائل الاعلام تتعامل مع الشعارات الصاروخية وتصطادها صيد الحمام.
أقطاب في الحكم يتهمون النواب العرب بانهم منشغلين في القضية الفلسطينية على حساب حقوق وقضايا ناخبيهم، وبذلك يصيدون اكثر من عصفور بحجر واحد: فهم يريدون تحييد الموضوع السياسي وكأن القضية الفلسطينية قضية هامشية، وفي نفس الوقت ان هذا الادعاء كاذب وان كانت هنالك ضرورة لزيادة التعامل مع قضايا الناس، والامر الثالث ان هذه السياسة واقطابها هم الذين خلقوا قضايا الناس في المصادرة والبطالة والتمييز والقضم في حقوق المسنين والاطفال...
الوضع صعب قد يحبط وقد يصعّد التحدي ويشحذ الهمم، ودورنا ان نقبل هذا التحدي ونصر بقوة موحدة كحزب وجبهة ان نحقق النجاح، ومن اهم عناصر هذه المعركة برأيي استنهاض كافة الرفيقات والرفاق هذا هو الرصيد والضمان والرأسمال خاصة مع شحة الموارد المالية. وعلينا ان نعرف جيدا ان هذه المعركة يجب ان يبرز فيها من جملة ما يبرز خط الحزب الشيوعي الاممي اليهودي العربي الخط الفكري والطبقي والاجتماعي.
معركة الانتخابات هي محطة لتقوية دور ومكانة الحزب وطرحه وليس بالعكس، وهناك الكثير ما يجب تأكيده وتعزيزه في هذا المجال، ان هذه المبدئية هي الامر الوحيد الاساسي الذي يشحذ همم الرفاق والجبهويين ولنا تجربة غنية في مسيرتنا، وهذا الامر لا يتناقض ابدا مع كوننا في الجبهة ولا يتناقض ابدا مع امكانية تحالف حقيقي، ضعفت العديد من الاحزاب وغابت من الساحة كليا ولم يحدث ضعفها الفراغ الكبير، اما الحزب الشيوعي فهو الوحيد الذي يضع هدف تغيير كل نظام الاستغلال والاضطهاد والطموح الى الاشتراكية، ولذلك فان مواقفنا وخطابنا وبرنامجنا وشعاراتنا في معركة الانتخابات لا يمكن ان تكون عاملا على طمس وتشويه واضعاف خصوصية الحزب الفكرية والاممية والطبقية، فالحزب حاجة نضالية لمصلحة المستغلين والمضطهدين من اليهود والعرب، لسنا احد الاحزاب العربية نحن حزب شيوعي بكل معنى الكلمة وهذه الكلمة وهذا المعنى هما الرسالة التي يجب ان تصل الى الرفيق والصديق والناخب وهي التي اعطتنا المصداقية والثقة والتأييد.

محمد نفاع *
الجمعة 16/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع