لا تقفوا في المواقع المعادية لمصالح شعبكم

من المعالم البارزة التي ترافق وتطبع بميسمها المعركة الانتخابية الحالية للكنيست يبرز معلم لجوء الاحزاب الصهيونية وخاصة "العمل" بيرتس وكاديما شارون وما تبقى من ليكود الى مصادرة وعي الناخبين العرب بوسائل تضليلية وادارية مشرّعة، وبهدف نهب اكبر عدد ونسبة من الاصوات العربية، وذلك في اطار التآمر المنهجي لضرب وخسف ونسف التمثيل الجبهوي والعربي المستقل الذي لا يدور في فلك السجود في محراب الصهيونية. فرفع نسبة الحسم من واحد ونصف في المئة الى اثنين في المئة يستهدف اول من يستهدف اضعاف التمثيل السياسي للقوى المدافعة عن قضايا الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل ونضالها من اجل المساواة القومية والمدنية، القوى المناضلة من اجل السلام العادل وانجاز الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية في التحرر والاستقلال، القوى المناضلة من اجل العدالة الاجتماعية وضد سياسة الافقار والتمييز ضد المرأة، هذه القوى التي تقف الجبهة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي في الصف الكفاحي الامامي دفاعا عن هذه القضايا. كما ان الغاء قانون فائض الاصوات بين الاحزاب جاء لضرب الاحزاب والقوائم الصغيرة وتتضرر منه اكثر من غيرها الجبهة والقوائم العربية.
لقد عادت الاحزاب الصهيونية وخاصة "العمل" وسوبر ماركيت كاديما شارون والليكود، الى ممارسة النهج الذي مارسته في سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي بين الجماهير العربية، استغلال بؤس الجماهير بعد النكبة وفقرها وانخفاض درجة وعيها السياسي وامتشاق كرابيج وارهاب الحكم العسكري لاقناع المواطنين العرب ان ملجأهم الوحيد هو السير مع "الحيط الواقف" دعم الاحزاب الصهيونية وقوائمها العربية المجرورة بحبال خدمة سياسة التمييز القومي السلطوي.
اما في ظروف اليوم، في ظل عصر عولمة ارهاب الدولة المنظم وسيادة نيولبرالية الافقار فان الاحزاب الصهيونية المتنافسة على مفاتيح قيادة السلطة تلجأ الى وسائل "عصرية" في التضليل لنهب الاصوات العربية. فمن جهة تلجأ الى شن حرب نفسية على الجماهير العربية وذلك بفتح جبهتين اساسيتين، الاولى، جبهة احباط وتيئيس الجماهير العربية من خلال التحريض على نواة الجبهة والقوائم العربية بأنهم لا يمارسون سوى سياسة عالمية والانشغال بالقضية الفلسطينية ولا يفعلون شيئا فيما يتعلق بقضايا الجماهير العربية، تيئيس واحباط هذه الجماهير من جراء الوضع العربي السيء والمنطقي والعالمي الاسوأ. والمؤسف حقا ان بعض المثقفين والاكاديميين الذين من المفروض ان يكونوا في صف شعبهم ضد مضطهديه يشاركون في زفة الاحباط والتيئيس الصهيونية والدعوة لمناصرة والتصويت لاحزاب القهر القومي والعنصرية الصهيوني.
والجبهة الثانية، تلميع الاحزاب الصهيونية بمخاتير عرب "موديرن" وبهدف خلق واجهة جديدة خنوعة لتمثيل العرب، مدجنة في حظيرة السياسة الصهيونية.
لنا كل الثقة بدرجة وعي جماهيرنا التي ستنسف، بعد تجربة اكثر من خمسين عاما مع احزاب القهر القومي الصهيونية، محاولات اعداء حقوقها بنهب ضمائرها. ولتصب الاصوات العربية لدعم القوى المناضلة والمدافعة عن حقوقها.
الجمعة 16/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع