في ندورة مركز "كوندر ادناوار":
بركة: الـجـبـهـة تتعامل مع الشارع العربي من منطلق مـسـؤولـيـتـهـا الـتـاريـخـيـة

تل أبيب ـ أكد النائب محمد بركة، رئيس مجلس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ان الجبهة ستقرأ الخارطة السياسية في الشارع العربي من منطلق مسؤوليتها التاريخية تجاه الجماهير العربية، منذ العام 1948 من خلال الحزب الشيوعي، ولاحقا الجبهة الديمقراطية، وستفحص جميع الامكانيات وفق الظروف الناشئة لمنع حرق عشرات آلاف الاصوات العربية.
جاء هذا في الندوة التي عقدها مركز كوندر ادناوار بادارة الدكتور ايلي ريخيس، على ضوء نتائج الاستطلاع الذي اجراه المركز وجاء فيه ان تحالف الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير سيحقق ما بين ثلاثة الى اربعة مقاعد، في حين هناك خطر عدم عبور نسبة للحسم لأي قائمة أخرى بين الجماهير العربية.
وشارك في الندوة النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي والنائب طلب الصانع، رئيس كتلة القائمة العربية الموحدة، وادار الجلسة الدكتور ريخيس. وكان من المفروض ان يشارك النائب غالب مجادلة، الذي تدور حوله شائعات عن نيته الانسحاب من حزب "العمل" واللجوء لحزب شارون "كديما".
وفي رد على سؤال ما إذا كانت هذه النتائج تبث ارتياحا لديه، قال بركة: قطعا لا، لأن سقوط قوائم فاعلة في الوسط العربي في هذه الانتخابات يسيء للتمثيل العربي الحقيقي في الكنيست. وقلل من واقعية نتائج الاستطلاع في ما يخص الاحزاب الصهيونية، وقال إن هذا انعكاس للتطورات في حزبي "العمل" و"كديما" في حين ان الجبهة والاحزاب العربية لا تزال منشغلة بترتيب اوراقها الداخلية، وحين تبدأ آلة الحملة الانتخابية بالعمل فإنه ما من شك في أن نتائج الاحزاب الصهيونية ستتراجع كثيرا عما تعطيه الاستطلاعات اليوم.
وفي رد على بدعة "ماذا فعل النواب العرب"، قال بركة إن هذه بدعة صدرت عن اقطاب الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها. فعلى الرغم من ان كل شيء بيد الحكومات ويرفضون تقديم الحقوق الاساسية للمواطنين العرب، فإنهم يذهبون الى الجمهور العربي ليحرضوه على قادته، ليس فقط على النواب وانما أيضا على رؤساء السلطات المحلية، الذين سحبوا منهم كل الامكانيات لدفع عجلة الخدمات البلدية الى الأمام، والهدف من هذا هو بث اليأس لدى هذه الجماهير ودفعها الى الاحزاب الصهيونية، لابعادها عن المطالبة بمطالبها الحقيقية.
وتابع بركة قائلا إن الحكومات المتعاقبة خلقت الضائقة والفقر بين الجماهير العربية، واليوم تذهب الاحزاب الصهيونية ذاتها لاستثمار هذا البؤس لصالحها، انهم يريدوننا مجتمعا على حافة الجوع، يتوسل الفتات، إن هذه الاحزاب التي ولدت الانهيار الاقتصادي الاجتماعي بين العرب تتهم الضحية بأنها لم تحقق أي شيء لنفسها!!
وأكد بركة قائلا: إنهم يردون ربط الحقوق بالمواقف السياسية وبمدى القرب من السلطة الحاكمة، وهذا لا يجوز، لأن الحقوق ليست مرتبطة بمدى العلاقة بالحكم، فمثلا الحكومة لا تعاقب جمهور ناخبي حزب "العمل" إذا كان في المعارضة، ولكن ما نراه عند العرب هو عكس ذلك.
وقال بركة إن الهجوم على النواب العرب يأتي من جميع الجهات، فمثلا يتهموننا بأننا ننشغل بالسياسية، فهل هذه تهمة؟ بطبيعة الحال نحن ننشغل بالسياسة، فهل سألوا مثلا النائبين يوفال شتاينتس او عوزي لنداو لماذا ينشغلان بالسياسة؟ إنهم يردون منا الانشغال بالقضايا الحياتية اليومية الصغيرة وحجب النظر عن القضايا الاساس. لشديد السخرية، مثلا، فإن وزير السابق أبراهام بوراز ذهب الى كفرمندا واشتكى من ان النواب العرب حتى لا يقدمون طلبات لم شمل، على الرغم من انه هو هو الذي قدم قانون منع لم الشمل للعرب!
وحذر بركة من محاولات السلطة والاحزاب الصهيونية ابعاد الجماهير العربية عن قيادتها الطبيعية، فإن بث اوهام وكأن لا امل للعرب في العمل البرلماني، ثم لا أمل لهم في ادارة سلطالتهم المحلية واكثر، فإن هذا يولد حالة اغتراب ويعمق الانعزالية، لأن العرب سيبدأون في البحث عن بدائل أخرى، من التقوقع وما شابه.
كما حذر بركة من بث الاوهام وكأن الخلاص يأتي من الاحزاب الصهيونية، فمن يذهب الى حزب "كديما" كمن يذهب الى جهنم، نحن نرى جيدا في هذه الايام ان شارون يريد الوصول الى الانتخابات القادمة عبر سفك الدماء الفلسطينية.
وحول مطلب توحيد الاحزاب الفاعلة بين المواطنين العرب بقائمة واحدة قال بركة: إننا في الجبهة الديمقراطية، الجسم السياسي الاكبر وهذا مثبت انتخابيا برلمانا وفي السلطات المحلية والنقابات، ولهذا فإننا نتعامل مع الشارع العربي من منطلق مسؤولياتنا التاريخية. وبعد ان ننتخب مرشحينا سنقرأ الخارطة السياسية الناشئة ونذهب الى الحل الأفضل لمنع حرق الاصوات. فكل الاحتمالات مفتوحة، ولم يثبت حتى الآن ان احتمالا معينا هو الضمان الاكبر، فإن احتاج الامر سنذهب ضمن قائمتين او ثلاث، او حتى قائمة واحدة، ولكن من السابق لأوانه في هذه الأيام حسم هذه الأمر.

الجمعة 16/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع