المعطيات والحقائق تدينكم جميعا!

احد مميزات هذه الانتخابات للكنيست السابعة عشرة ان الاحزاب الصهيونية التي تربعت على عرش السلطة المقصوف اجلها قبل انتهاء مدة حكمها القانوني، وخاصة الليكود والعمل وسوبرماركيت اللملمة في حزب كاديما شارون، المجرمة بحق الفئات الاجتماعية المسحوقة والمسؤولة عن تفشي الفقر ومختلف مظاهر التمييز الطبقي والقومي والطوائفي والجنسي، تحاول اليوم ان تتبرأ من دم عثمان وتقمص دور من قلبه مقطوع حزنا وقلقا على حالة ضحايا القهر والتمييز، وان كل واحد من هذه الاحزاب بمثابة "المسيح المنتظر" لتخليص وانقاذ الفقراء من فقرهم وانه سيركب قطار العدالة الاجتماعية لإنقاذ الضحايا من انياب التمييز الطبقي والقومي والجنسي!! فالمعطيات الصارخة التي تضمنها التقرير السنوي لمركز "إدفا" التي نشرت يوم أمس الأول الثلاثاء، تدين سياستكم الاجتماعية يا حكومة الكوارث من احزاب الليكود والعمل وورثة الليكود المحرطم والفارين من سفينة حزب العمل الذين تجمعوا في المجمع التجاري داخل اسوار سوبرماركت "كاديما" شارون الجديد. فمن المعطيات البارزة التي وردت في التقرير، يتجسد مدى عمق واتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء من جراء السياسية النيوليبرالية التي انتهجتها حكومة شارون- نتنياهو- بيرس. فحصة العشرين الاولون في رأس سلم مداخل الاقتصاد البيتي (الدخل القومي عمليا) بلغت في العام الفين واربعة 44% بينما حصة العشرين الاخيرين في ادنى درجات سلم المداخيل لم تتعد في نفس السنة الستة في المئة فقط. فمعدّل دخل مدراء الشركات الاحتكارية من بنوك وشركات صناعية فاعلة في البورصة كان في العام الفين واربعة اكبر ب43 مرة من معدل دخل الحد الأدنى للأجور. وطالما سمعنا التبججات التضليلية من قائد النهج الليبرالي، وزير المالية السابق، بنيامين نتنياهو حول مصداقية سياسته الاقتصادية التي مردودها زيادة وتيرة النمو الاقتصادي، وجاء تقرير "إدفا" بمعطياته ليكشف الحقائق التي تشير بأن فئة قليلة من ارباب الرأسمال الإسرائيلي والأجنبي استفادت من هذا النمو، بينما حرمت من ثماره الفئات الاجتماعية الواسعة من العاملين وغيرهم من ذوي الدخل المحدود. من جراء النمو الاقتصادي زاد العُشر الأعلى في العام الفين واربعة ب3,4% اما العُشر التاسع في الدرجة السفلى من سلم المداخيل فقد زاد دخله بنسبة صفر واربعة في المئة! ويبرز بشكل صارخ مدلول سياسة التمييز القومي السلطوية ضد الأقلية القومية العربية الفلسطينية من مواطني الدولة، فمعدل اجرة ودخل العربي اقل من المعدل الوسطي للأجور في الدولة ب25%! كما انه في "دولة اليهود" المزعومة صهيونيا يجري التمييز الصارخ بين الطوائف اليهودية من اصل اوروبي "البيض" الاشكناز وبين اليهود من اصل شرقي "السود" السفرديم. فمعدل دخل اليهودي من اصل اشكنازي اكبر من معدل دخل اليهودي من اصل الشرقي ب36%! هذا إضافة الى التمييز ضد المرأة في مجتمع تنعدم فيه، بسبب سياسة التمييز الرسمية" العدالة الاجتماعية، فالمعدل الوسطي لأجرة المرأة يبلغ حوالي 63% فقط من المعدل الوسطي لأجرة الرجل!!
وبعد الكشف عن هذه المعطيات الصارخة هل تستحق احزاب التمييز متعدد الجوانب والمظاهر اصوات ضمائركم يا مسحوقين ويا عرب، اخذلوا كاديما والليكود والعمل يا ضحايا سياستهم في صناديق الاقتراع.
الخميس 15/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع