''وتقوى وتكبر الجبهة وذلك لما فيه المنفعة والخير للصالح العام''
ضــرورة تــوســيــع الــجــبــهــة

ألجبهة اطار سياسي يتسع يفتح ابوابه لكل شخص بدون استثناء عربيا او يهوديا للانضمام والعمل، بشرط ان يؤمن بالمساواة التامة لكل المواطنين بدون تمييز وإقامة الدولة الفلسطينية بجانب اسرائيل وانهاء الاحتلال البغيض ورفع المعاناة عن الفلسطينيين، لا يشترط في الجبهوي ان يكون شيوعيا او ماركسيا او لينينيا، رغم ان الحزب الشيوعي هو العمود الفقري للجبهة وبدونه لا توجد. بناء عليه فإن توسيع الجبهة سهل ان توفر العمل الجاد والمثابر والفعلي لتوسيعها، كما يحتاج الامر الى الدعاية الصحفية ليس فقط في صحيفة "الاتحاد" وانما بغيرها وفي جميع وسائل الاتصالات، لان الكثير فاهمون خطأ بأن الجبهوي هو شيوعي واذًا فهو كافر كما روج الاصوليون المتزمتون لذلك، واقول مرة ثانية خطأ لاني اعرف جبهويين كثيرين يصلّون ويصومون وحجوا بيت الله الحرام حتى اكثر من مرة والشيوعي يفعل ذلك فمثلا المرحوم ابو سامي الشريدي كان شيوعيا مبدئيا واول من اتى بالشيوعية الى أم الفحم ولكنه كان يصلّي ويصوم وحتى حجّ بيت الله الحرام.
المهم وامر الساعة الآن هو نصر وانجاح الجبهة، هذا معقول ومقبول ولكن كلمة قصيرة لا بد منها وليس لفتح باب النقاش فهذا، وكلمتي لتحويل الجبهة لحزب معناه ايجاد أيديولوجية وفكر معين ذلك لان كل حزب بدون ذلك فهو غير حزب وانما حركة او فئة سياسية او غير ذلك وجميع الجبهويين لا يحملون الفكر الشيوعي لذا ما سيحدث هو لانقسام لحزبين واضعاف الجبهة او إنهاؤها بدلا من تقويتها، كما وان الجبهوي افضل واحسن بكثير ان لا يلزمه حزب وانما يبقى حرا غير ملتزم لذا من يهمه مصالح شعبه ومنافعه عليه ان لا يفكر بتحويل الجبهة لحزب وانما ابقاء الامور كما هي الان والتي هي في احسن الحالات واقواها.
توسيع الجبهة يحتاج الى الاتصالات المكثفة مع الذين كانوا مرّة جبهاويين بإقناعهم للرجوع الى بيتهم الدافئ الذي هو بحد ذاته وهو نفسه الصالح العام بأكمله وبدون نقصان.
ان ما فعله الحزب الشيوعي والجبهة بتبني فكرة دولتين لشعبين منذ سنة 1948، حتى يومنا هذا رغم السجون العسكرية وقطع الأرزاق وغير ذلك من تعذيب ومعاناة، قد أثبت مصداقيته، وانتصر هذا الفكر واصبح يتبناه كثير من القوى عالميا، تبنته الجامعة العربية بكامل هيئتها وتبنته المجموعة الاوروبية وحتى اصبح من رؤى بوش نفسه والذي قال يجب اقامة دولة فلسطينية بجانب اسرائيل على حد تعبيره.
ان هذا الفكر الشيوعي الجبهوي هو من صنع الشيوعيين اصلا وعجزت عن تحقيقه كل الجيوش العربية مجتمعة.  ان الاحزاب العربية الحالية كلها تقريبا انبثقت عن الجبهة والحزب الشيوعي وذلك لغاية في نفس يعقوب، فالدكتور عزمي بشارة كان شيوعيا فعالا على مدى سنين طويلة قبل تأسيسه حزب التجمع. وهاشم محاميد تربع على عرش الجبهة التي أوصلته الى الكنيست قبل ان يؤسس حزبه. غالبية هذه الاحزاب نادت بتبني الفكر القومي، وفي ظروفنا الحالية يعيش في دولة نظامها صهيوني عنصري. معنى ذلك هو التقوقع والانعزالية الكاملة وتقوية اليمين الصهيوني المتطرف وفكرة "دولة لكل مواطنيها" معناه الاسرلة والذوبان بالمجتمع الاسرائيلي والتميز للجيش لان "لكل مواطنيها" وحتى تصبح كذلك معناه يجب اخذ حقوق كاملة واعطاء واجبات كاملة واما الباقي من الاحزاب فالهدف واضح، المهم الوصول للكنيست فهناك الشهرة والراتب وغير ذلك من طيبات. وعليه فتبقى الجبهة فكر كل انسان وطني يعيش في هذه البلاد ملزم بالاتزان بالمعاملة ويرغب ويسعى الى نيل حقوقه كمواطن بدون تقديم أي تنازلات قومية او غير ذلك من امور، فهو القومي الصحيح صاحب المسؤولية الكاملة والذي لا يزاود ولا يعطي لليمين المتطرف الصهيوني اليهودي، أي سبب لمناداته بالترنسفير او غير ذلك من اساليب عنصرية بغيضة وغير انسانية، لذا نقولها مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة انه سهل جدا توسيع الجبهة وهو امر الساعة وضروري وحيوي وحتمي لمن يرغب ويسعى الى مصلحة نفسه ومصلحة ابنائه وشعبه والطبقات الفقيرة المسحوقة في كل المجتمع بأسره وبدون تمييز، نأمل من المسؤولين في الجبهة ايجاد الوسائل الكفيلة في توسيعها وان توافرت النوايا الحسنة فعلا، فسينجحون وتقوى وتكبر الجبهة وذلك لما فيه المنفعة والخير للصالح العام.

(ام الفحم)

ألمحامي رفيق جبارين*
الخميس 15/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع