محللون:
إمكانية تشكيل حكومة بديلة تطيح بشارون وتؤجل الانتخابات - ضئيلة لكن محتملة!

حيفا – مكتب "الإتحاد" - علن رئيس حركة "شاس"، النائب ايلي يشاي، أمس الثلاثاء، أنه سيعرض على رئيس الحكومة، ارييل شارون، برنامجا اجتماعيا اقتصاديا اعدته حركته. وفي حال عدم قبوله فإن "شاس" ستؤيد إقامة "حكومة بديلة". وبهذا تكون "شاس" قد أعادت من خلال تصريح يشاي إمكانية تشكيل "حكومة بديلة" إلى النقاش، رغم التنبؤات بصعوبة تشكيلها.
وتعني "الحكومة البديلة" تجنّب إجراء الانتخابات، والإطاحة بشارون من رئاسة الحكومة وجعله رئيسًا للمعارضة حتى تشرين الثاني 2006 عن طريق تشكيل حكومة أخرى يؤيدها 61 عضواً في الكنيست، وهو ما يسعى إليه غريمه اللدود بنيامين نتنياهو.
ويتعامل المقرّبون من شارون مع امكانية الاطاحة به بكامل الجدية. رغم تقليل المراقبين من فرص نجاح لاحتمال وقوع هذا.
إلى، كشفت مصادر صحفية إسرائيلية أمس عن أن مصدر الترويج للمبادرة جاء من مقربي شارون أنفسهم كوسيلة للحيلولة دون نجاح المبادرة. إذ أعرب مقربو شارون (يطلق عليهم اسم "منتدى المزرعة") نهاية الاسبوع الماضي بأنهم معنيون بالترويج للمبادرة الآن بالذات. والسبب حسبما أفادوا: "للحصول على التزامات من رئيسي "شينوي" (طومي لبيد) و "العمل" (عمير بيرتس) بأنهما لن ينضما إلى المبادرة". حسب ما قاله مقرب من المنتدى الذي اضاف: "أردنا أن يقول عمير بيرتس إنه ليس شريكًا في هذه الخطوة قبل أن تهبط شعبية حزب العمل الى 16 مقعدًا ويتخبط عندها بيرتس بين تأييد المبادرة ورفضها، أردنا تقييده قبل أن يتحطم حزبه، في حال تحطم".
وبحسب تلك المصادر، فقد نجحت خطة "منتدى المزرعة" مبدئيًا. حيث اعلن رئيس بيرتس، يوم الاثنين، عن أنه يرفض رفضًا قاطعًا الانضمام إلى "حكومة بديلة". وربما اضعفت تصريحات بيرتس قوة المبادرة لكنها لم تنهها نهائيًا، فلا زالت الاصوات في حزب "ليكود" تنادي إلى اقامتها لا يهم من يترأسها (جرى الحديث عن ابراهام شوحط من حزب العمل كونه مقبولاً على الجميع)، ولا تهم التفاصيل الاخرى.
وقال بيرتس  إنّ مبعوثين من الليكود والاتحاد القومي والمفدال التقوا معه لاقناعه بأن يكون رئيسًا للحكومة في حكومة بديلة. ,قال انه سألهم: "هل سيوافق نتننياهو على رفع الحد الادنى للاجور في اسرائيل إلى 1000 دولار". فرد المبعوث: "1100 ان اردت"!!
يذكر "شينوي" من أكثر المعنيين بخطوة كهذه (إذ تتوقع الاستطلاعات هبوط تمثيلها من 18 عضوا حاليا ‘لى 4 فقط)، أما الأحزاب الدينية مثل "يهدوت هتوراه" فتتخبط، لأن الاحتمالات تشير إلى احتلال شارون ثانية لرئاسة الحكومة حتى بعد تشكيل "حكومة بديلة" واجراء الانتخابات في تشرين الثاني 2006، وهذه الأحزاب تخشى الصدام مع شارون.
أما بالنسبة لحزب "العمل"، فتقول "مصادر مقربة" إن موقف هذا الحزب سيتبلور بعد انتخاب رئيس لحزب "ليكود" في 19 كانون الأول الجاري. سيتبقى عندها عشرة ايام (حتى موعد أقصاه 29 منه) لتشكيل حكومة بديلة. ما يعني ان الاحتمالات ما زالت مفتوحة!

الأربعاء 14/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع