هـل يـُشعـلهـا شـارون ''حـربًـا نــوويـة'' ؟!

خطر كارثي جديد يتهدد المنطقة، فليس من المستبعد ان يقوم جنرال المجازر والحروب العدوانية، رئيس الحكومة ارئيل شارون، بمغامرة عدوانية مأساوية يجري تنسيق خطاها مع ادارة عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية، وهذه المرة ضد ايران. ففي حديث نشرته صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية أمس الاحد، ان رئيس الحكومة ارئيل شارون "اوعز الى الجيش الاسرائيلي الاستعداد لاحتمال ضرب المفاعل النووي الايراني في نهاية شهر آذار المقبل"!! وان هذا الامر من شارون جاء على خلفية المعلومات التي جمعتها المخابرات الاسرائيلية والتي تحذر حكومة اسرائيل من ان ايران قد بدأت بتشغيل اجهزة لاثراء اليورانيوم داخل ابنية مدنية. وان هذه المعلومات المخابراتية جرى جمعها والتقاطها من خلال عمليات التنصت التي جرت من قاعدة عسكرية اسرائيلية اقيمت في شمال العراق.
وحسب ما اوردته "صحيفة الصاندي تايمز" على لسان مصادر عسكرية في الجيش الاسرائيلي، انه اذا اقرت الخطة العسكرية فستلجأ اسرائيل الى استعمال القوات الجوية والبرية لضرب عدد من الاهداف النووية الايرانية. والحديث يدور عن استعمال طائرات "اف – 151" العسكرية النفاثة لقصف المفاعل النووي الايراني كما قصفت الطائرات الاسرائيلية المفاعل النووي العراقي في الواحد والثمانين.
ان الخطة الاسرائيلية – الامريكية للعدوان العسكري على ايران بحجة استباق المخاطر من تطوير ايران لبرنامجها النووي، ليست جديدة، وليس بسبب الادعاءات المخابراتية الاسرائيلية ان ايران تثري اليورانيوم في ابنية مدنية لاخفاء تقدمها في المجال النووي عن اعين المراقبة الدولية. فالحقيقة انه يجري منذ عدة اشهر التخطيط المنهجي الامريكي – الاسرائيلي لضرب المفاعل النووي الايراني واستغلال الرد الايراني على العدوان كذريعة لشن حرب شاملة ومدمرة على ايران، كما حدث مع العراق، وذلك بهدف اسقاط النظام الايراني وتدجين ايران في حظيرة خدمة الاستراتيجية العدوانية الامريكية – الاسرائيلية في المنطقة. فالخطة الشارونية المنسقة مع الحليف الاستراتيجي الامريكي العدواني لضرب ايران تعتبر جزءا عضويا من الاستراتيجية العدوانية الامريكية للهيمنة على المنطقة. وينشد تحالف الشر الاسرائيلي – الامريكي من وراء ضرب ايران المساعدة في خروج الاحتلال الانجلو امريكي من اوحال ازمته في العراق، والاحتلال الاسرائيلي من ازمته في فلسطين المحتلة منذ السبعة والستين.
ان شارون وسنده الامريكي يلعبان بالنار الحارقة، فشن عدوان عسكري على ايران، ضرب مفاعلها النووي، قد يجلب الكوارث والمآسي على جميع بلدان وشعوب المنطقة، قد يشعل النار والنيران في المنطقة برمتها. اننا نحذر من  مغبة المغامرة المرتقبة التي يستغله شارون كاديما الحديث عنها لرفع اسهمه في المعركة الانتخابية للكنيست وزيادة رصيد التمثيل البرلماني لحزبه. ولا نستبعد ان ينفذ شارون مغامرة العدوان على ايران عشية موعد الانتخابات كما حدث بقصف وتفجير المفاعل النووي العراقي عشية الانتخابات في عام 1981.
ان مسؤولية جميع قوى السلام والدمقراطية، اليهودية والعربية، تصعيد كفاحها والضغط لكبح جماح المخطط العدواني الكارثي الذي يعده شارون وحكومته مع الامريكان.

الأثنين 12/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع