لِقطع دابر العنف والارهاب

مرة اخرى تقع قرية المغار ضحية لاعمال العنف والارهاب، وهذه المرة كانت المدرسة الابتدائية "أ" ساحة لارتكاب الجريمة وممارسة العنف الجسدي والكلامي والارهاب. ففي يوم  الخميس الماضي، في الثامن من شهر كانون الاول الجاري قام نفر من الطلاب في هذه المدرسة باعتداء جسدي آثم على احد المعلمين، اهانوا كرامته بالضرب وبالشتائم  السوقية البذيئة. وبدلا من ان يعمل بعض اهالي هؤلاء الطلاب على اصلاح ذات البين وتهذيب اولادهم الذين تطاولوا على معلمهم واعتدوا عليه، بدلا من ذلك قاموا بالمشاركة في ارتكاب الجريمة، باستعمال وسائل العنف، من سكين وادوات زراعية وجهوها ضد المعلم المعتدى عليه، كما استعملوا العنف الكلامي والشتائم  السافرة الموجعة والمهينة للمعلمين. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فقد جرى ليلة الخميس وقبل بزوغ فجر يوم الجمعة احراق المدرسة بعبوة حارقة التهمت نيرانها جميع المستندات والاوراق الهامة للطلاب والمعلمين على السواء.
اننا اذ نستنكر وندين بشدة هذا العمل العدواني الارهابي فاننا نناشد اهلنا في المغار، العُقال في المغار ومن جميع الوان طيف العائلة المغاروية الواحدة بالعمل الجدي لقطع دابر اعمال العنف والارهاب لضمان الامن والاستقرار لجميع افراد وعائلات اهالي المغار جميعا. يكفي جماهيرنا وقرانا ومجالسنا المحلية ومدارسنا ومعيشتنا ما تواجهه من مصائب سياسة العنف والارهاب السلطوية التي تقض مضاجع حياة الجماهير العربية وبغض النظر عن هوية الانتماء. يكفينا من مصائب تنتظر جماهيرنا العربية في  اطار مخطط تهويد الجليل والنقب العنصري الذي يضع علامة سؤال كبيرة حول طابع ومصير تطورنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه. يكفينا ما ينتظرنا من مصائب من جراء المؤامرة السلطوية لتقزيم ونسف الشرعية السياسية لتمثيل القوى المدافعة عن حق اقليتنا القومية في المساواة والعيش بأمن واستقرار، لضرب التمثيل المستقل للجبهة والعرب. ففي الوقت الذي فيه جماهيرنا باشد الحاجة الى وحدة الصف الكفاحية لمواجهة مخططات ومؤامرات السلطة السوداء،
في هذا الظرف المصيري بالذات فان السلطة تحاول وتعمل على اختراقنا لتمزيق وحدتنا الوطنية، تحاول وتعمل على تأجيج النعرات والفتن الطائفية والعائلية "وبطيخ يكسر بعضه" يا عرب لتسهيل تمرير المخططات السلطوية المعادية لمصالح جميع جماهيرنا من مختلف الوان طيف بيته القومي الواحد.
ان مهمة البيت والمدرسة، وانطلاقا من الحرص على مستقبل ومصير الاجيال الصاعدة، توعية وتربية وتثقيف الجيل الصاعد بروح التعايش الاخوي الانساني، بروح الحوار الدمقراطي والتسامح بعيدا عن أي شكل من اشكال التعصب الطائفي او العائلي او القبلي القاتل وبعيدا عن لغة العنف الكلامي والجسدي والارهاب بمنطق القوة والبلطجة العربيدة.
لقد عُقد مؤخرا في مدينة ام الفحم مؤتمر قطري ضد العنف اُلقيت من خلاله مداخلات مختلفة ومتنوعة قيّمة جدا تعالج قضايا العنف، ولكن ماذا بعد؟ فالنظرية اذا لم تطبق بالممارسة العملية تصبح فاقدة لقيمتها. ولهذا فاننا نهيب ونناشد جميع الاحزاب والتيارات والجمعيات المدنية الفاعلة بين الجماهير العربية، الهيئات التدريسية ولجان الآباء والطلاب بذل كل الجهود ووفق برنامج منهجي لمواجهة وقطع دابر العنف والارهاب من وسطنا العربي. كما نحمل اذرع الامن، من شرطة وغيرها المسؤولية عن أمن  المواطنين العرب في وجه العنف وعن تقاعسها في مواجهة مثيري الفتن واعمال العنف.

الأحد 11/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع