كلمة ((الاتحاد)): العقلية الدموية للجنراليزمو

عقلية الجنراليزمو العسكرية هي الطاغية والتي تقوم بدور حاسم ومقرر في صياغة القرارات السياسية في اسرائيل، خاصة المتعلقة بمواضيع الامن والحرب والسلام، اي في القضايا المصيرية عملياً.
ويبرز الدور المقرر للجنراليزمو في القضايا السياسية في حكومة الكوارث اليمينية الشارونية اكثر من غيرها من حكومات اسرائيل السابقة. فما يميز الجنراليزمو في حكومة اليمين برئاسة الجنرال شارون ان افراد طاقمها من ذوي الهوية اليمينية المتطرفة والعقلية الدموية العدوانية ومن انصار الاستيطان والاحتلال واعداء التسوية السياسية العادلة مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية.
وعلى رأس الجنراليزمو يقف الرباعي المعروف بمواقفه العدوانية منفلتة العقال ضد الشعب الفلسطيني، الجنرال ارئيل شارون والجنرال شاؤول موفاز والجنرال موشيه يعلون والجنرال فركش. وفي خطاب القاه القائد العام للجيش الاسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون،امس الاربعاء، امام مجموعة من الطيارين العسكريين المتطوعين، اعترف بحقيقة دور الجنراليزمو في صياغة القرار الدموي باغتيال وتصفية قادة فلسطينيين وتسويق هذا القرار للقيادة السياسية وعبرها على ساحة الجريمة. فقد اكد يعلون "ان القيادة العسكرية للجيش هي التي اقترحت على القيادة السياسية للمس بقادة "حماس" وبتنفيذ التصفيات"!! واضاف يعلون "ان القيادة العسكرية اوصت بضرورة النرفزة الى درجة الجنون ضد "حماس" لعدة ايام على ضوء تصعيد عملياتها بعد قمة العقبة".
ان هذا التصريح خطير جداً من حيث مدلوله السياسي، فهو يعكس بصورة واضحة التوجه لصياغة طابع الموقف السياسي في التعامل مع الشعب العربي الفلسطيني وقضاياه وحقوقه. فمن حيث المدلول السياسي فان هذا يعني اللجوء الى ارتكاب جرائم حرب، الى تصفيات واغتيالات وبلطجة عسكرية عربيدة بهدف الضغط لحسم الصراع عسكرياً وتحقيق اهداف سياسية،وهذا ما تنتهجه عملياً حكومة شارون- موفاز- يعلون ضد الانتفاضة، وهذا ما يستهدفه يعلون ويصرح به مؤكداً ان الهدف من اغتيالات قادة من "حماس" هو اجبارها عن طريق شبح الموت بوقف عملياتها. وقد اثبت هذا النهج فشله وانعكس ذلك في اضطرار حكومة اليمين ويعلون الى الموافقة المشروطة على خطة خارطة الطريق. ومخاطر عقلية وممارسة الجنراليزمو لا تقتصر على تجسيدها الاجرامي على ساحة الصراع ضد شعب الانتفاضة الفلسطينية بل تتعداها لتطال انيابها المفترسة الحياة الدمقراطية والقوى الدمقراطية داخل اسرائيل نفسها. فتسلط الجنراليزمو على صياغة القرار السياسي الرسمي يزيد من مخاطر الفاشية الزاحفة التي تخطت عتبة الدار في اسرائيل وتكشر عن انيابها السامة مهددة بافتراس الدمقراطية. ولهذا فاننا نؤكد بان النضال لزوال الاحتلال والاستيطان وانجاز السلام العادل والثابت يرتبط عضوياً بالمعركة الكفاحية لصيانة الدمقراطية من مخاطر الجنراليزمو والفاشية العنصرية.
(الاتحاد)
الخميس ‏2003‏-06‏-19‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع