هذه رشوة انتخابية يا ارئيل شارون !

أللجوء الى الديماغوغيا الاجتماعية لصرف الانظار عن العوامل الاساسية لزيادة حدة الفقر وعدد الفقراء، وانتشار البؤس الاجتماعي بين الاوساط الاجتماعية الواسعة في اسرائيل، يعتبر من الوسائل التي تعتمدها قوى اليمين الاسرائيلي وخاصة الليكود وبندوقه الجديد – كاديما شارون، لطمس المدلول الحقيقي لسياستها الاقتصادية – الاجتماعية المعادية للفقراء. وما يثير السخرية والاشمئزاز في آن واحد، ان المسؤول بسياسته المنتهجة عن زيادة حدة الفقر والتقاطب الاجتماعي يحاول اليوم في سوق السمسرة الانتخابية تقمّص دور من قلبه مقطوع على حالة الفقراء المتردية، وان في جعبته برامج لمعالجة الفقر!! فأمس نشرت وسائل الاعلام انه يجري في ديوان رئاسة الحكومة الشارونية فحص امكانية الغاء الضريبة المضافة عن السلع الغذائية الاساسية – الخبز والحليب والزيت ولحم الدجاج وغيرها – كبند اساسي في برنامج لمحاربة الفقر!! اننا مع الغاء الضريبة المضافة، ولكن ما يجري طرحه يا شارون – اولمرت ليس اكثر من رشوة انتخابية لسرقة ضمائر واصوات الفقراء. انه كمن يعالج مرض السرطان بحبة اسبرين، فمن يريد فعلا محاربة الفقر وانتشال مليون ونصف مليون مواطن من هوة المعاناة تحت خط الفقر عليه معالجة اسباب الفقر الاساسية: الكف عن ممارسة السياسة النيولبرالية، الغاء التقليصات التي خسفت مختلف مخصصات التأمين الوطني وادت الى زيادة عدد الفقراء، والكف عن سياسة الاحتلال الاستيطاني والعدوان وتكلفتهما من نفقات عسكرية تبتلع اكثر من نصف ميزانية المصروفات في الميزانية العامة.
ان لجوء شارون وحزبه الحاكم الى ممارسة رشوة اقتصاد انتخابات جاء على خلفية ارتفاع اسهم القضية الاجتماعية، خاصة قضية الفقر في سلم اهتمامات الجمهور لتصبح القضية الاولى المطروحة على ساحة المنافسة الانتخابية البرلمانية. فأمس نشرت معطيات تقرير اعدته "جمعية لتيت" الخيرية مع خمس وتسعين جمعية خيرية تقدم المساعدات من اغذية وغيرها للفقراء والمحتاجين. ووفق هذا التقرير يوجه اصبع الاتهام الى حكومة شارون – نتنياهو – بيرس انها فشلت في معالجة قضية الفقر وواحد وثمانون في المئة يعتقدون ان قضية معالجة الفقر في اسفل درجة من درجات سلم اولويات الحكومة وانه خلال ثلاث سنوات زاد عدد المحتاجين للمساعدة لتوفير الغذاء بمئة وعشرين في المئة، وان خمسة وسبعين في المئة من الفقراء لا يستطيعون شراء الدواء الذي يوصي به الاطباء. وانه خلال العام الفين وخمسة الجاري زاد عدد الفقراء من ابناء الطبقة الوسطى الذين تدهورت حالتهم المعيشية بخمسين في المئة (اقرأ تفصيليا عن هذا التقرير في مكان آخر من الاتحاد).
ان معالجة جذرية لقضية الفقر تستدعي يا شارون كاديما ويا نتنياهو الليكود ويا بيرتس العمل تغييرا جذريا لسياسة افقار الفقراء واغناء الاغنياء، تغييرا جذريا للسياسة العدوانية المنتهجة، تغييرا يقود الى زوال الاحتلال الاستيطاني وانجاز التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.
الأربعاء 7/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع