النائب مخول: مؤسسة القيّم على الاجيال القادمة تخوض معركة المستقبل ضد عقلية الماضي!

* لن نقبل بتحويل البلدات العربية الى ساحة خلفية لتكديس النفايات السامة!*

خصصت الكنيست جلسة خاصة، في الذكرى السنوية الاولى لتأسيس مؤسسة القيّم على الاجيال القادمة، للبحث في التقرير الشامل الذي قدمه القاضي المتقاعد شلومو شوهم، والذي عين القيّم الاول قبل عام، ولخص خلاله النشاط الواسع الذي قام به مع طاقم العاملين في المؤسسة، حول الاخطار المحدقة بالاجيال القادمة في مختلف مجالات الحياة، بما فيها التعليم والرفاه والصحة وحقوق الاطفال وقضايا صناديق التقاعد والبيئة، وشارك في النقاش عن كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والعربية للتغيير، النائب عصام مخول.
وقال مخول ان القيّم على الاجيال القادمة يواجه معركة قاسية، حيث يخوض احدى اصعب المعارك واعقدها في الكنيست، لان القيّم على الاجيال القادمة يخوض عمليا معركة المستقبل مع الماضي، معركة مع عقلية تجر الماضي، وتحاول ان تشد المستقبل اليه، مع قوى تحاول ان تلجم قدرة المجتمع الاسرائيلي وتمنعه من المواجهة مع اسئلة جديدة، تقرر شكل تطوره وولوجه في المستقبل، وتغلق الفرصة امام الاجيال القادمة.
واضاف مخول، ان الكنيست تعج بالماضي وعقليات الماضي، وان الماضي واشكاله المختلفة حي وحاضر بقوة في الخطاب السياسي والعقلية الفكرية السائدة في البرلمان الاسرائيلي، مع كل ما يعنيه ذلك من محاولة لتدمير المستقبل اليوم، وجره مسبقا الى احضان الماضي.
واضاف مخول: هناك من يحاول ان يتعامل مع الصعوبات المخيفة والاخطار المحدقة بالاجيال القادمة وكانها خارجة عن سيطرتنا، وشر مفروغ منه، او قدر لا راد له، او كارثة طبيعية علينا التسليم بها.
وقال: ان اهمية مؤسسة القيّم على الاجيال القادمة، منوطة بقدرته على الاشارة الى طريق اخر، يمكن من التطوير والتطور، مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجات الاجتماعية للاجيال القادمة، واخضاع التقدم الاقتصادي لخدمة التقدم الاجتماعي والتطور التكنولوجي العلمي الصناعي، لصالح تقدم اوسع الفئات الاجتماعية، من جمهور العاملين ومنتجي الخيرات.
وقال مخول: ان البشرية اليوم تقف على مفترق طرق وفي نقطة انعطاف في قضية علاقة التطور الاقتصادي العلمي التكنولوجي ومصالح الاجيال القادمة، وهو مفترق يعيد الى الاذهان افلام الرجل الابيض القادم مع حضارته الرأسمالية الجشعة الى قبائل الجنود الحمر، باسم "التطوير".
وقال مخول: علينا ان نتوقف في هذا السياق عند تراجع الرئيس بوش مع صعوده الى الحكم، عن التوقيع على بروتوكولات كيوتو، لحماية البيئة وحماية الكرة الارضية، ومواجهة ارتفاع حرارتها، دفاعا عن مصالح الشركات الصناعية الكبرى.
وقال: ان السياسة التي تقودها ادارة الرئيس بوش في مجال البيئة، هي سياسة تحمل توجها كولونياليا جديدا بائسا واجراميا، هناك من يعمل على تسويقه على انه قيمة انسانية عليا.
واعتبر مخول وجود قيّم قوى على الاجيال القادمة، فرصة تستطيع ان تلجم حكومة اسرائيل من تبني نهج الادارة الامريكية المدمر في قضايا البيئة، مشيدا بالتوصية التي وضعها تقرير القيّم على الاجيال القادمة للحكومة، بإقرار بروتوكول كيوتو.
واضاف: ان مصلحة الاجيال القادمة والجيل الحالي، ليست بتكديس الأرباح لدى قلة في المجتمع، من خلال خلق بيئة ملوثة تدمر المجتمع وتدوس الحق الاولي في بيئة نظيفة، تحافظ على المجتمع.
ودعا مخول الى التسليم بالتوجه القائم في عالمنا، بتحويل العالم الثالث الى مزبلة للنفايات السامة والمشعة للعالم المتقدم.وقال: اننا لن نسلم بتحويل قطاعات كبيرة، فقيرة في المجتمع الاسرائيلي في طليعتها البلدات العربية الى عالم ثالث.. ولن نقبل بعقلية عنصرية تعمل على تحويل المناطق العربية في اسرائيل لتصبح الساحة الخلفية للدولة، لتكديس النفايات السامة، حيث يجري زج الصناعات الملوثة، دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على السكان، وعلى جودة الهواء والمياه الجوفية وصحة الجمهور.
ودعا مخول الى تقوية مكانة القيّم على الاجيال القادمة، لضمان المستقبل بشكل افضل.
الخميس ‏2003‏-06‏-19‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع