تجسد مصالح الشعبين الحقيقية
ألجبهة تناديكم

بدأت البلاد بعد قرار تحديد الثامن والعشرين من آذار القادم، يوم انتخابات الكنيست، تعيش في أجواء شهر المرحبا، وكما اثبت الواقع وعلى مدى عشرات السنين، ان الذين انتخبوا في الأحزاب السلطوية والأحزاب الدائرة في فلكها، تجاهلوا قضايا الجماهير الملحة وأداروا ظهورهم للجماهير وقضاياها مستهترين بحقها في العيش الإنساني الحقيقي باحترام وكرامة، ومنهم من يفطن ويتذكر الجماهير، في شهر المرحبا، ويبدأ بنثر الوعود والتي تنطلي للأسف على جزء كبير من الجماهير، ومنهم، الحكومة الحالية على سبيل المثال، ومثلها مثل الحكومات التي سبقتها ومن كافة الأحزاب السلطوية، انتهجت وتنتهج سياسة اقل ما يقال فيها انها ليست في صالح الجماهير العامة، وليست في صالح قضايا السلام العادل والشامل والدائم وليست في صالح المجتمع، ومن حق الجماهير، بالذات في هذه الظروف، ان تسأل المرشحين للكنيست، في أي طريق سيسيرون ولماذا؟ ولقد اثبت الواقع على مدى عشرات السنين، ان الحكومات الاسرائيلية الليكودية والمعراخية، قادت الجماهير في طريق المغامرة والتهلكة وما أسفر عنه ذلك من ثمن باهظ جدا في المجالات كافة خاصة في الأرواح. فلماذا مواصلة السير فيه؟ ويثبت الواقع بالذات في هذه الظروف، ان أمام الجماهير طريقين لا ثالث لهما، فاما طريق مواصلة التمسك بالاحتلال وما يتمخض عن ذلك من نتائج سلبية ومأساوية وليست في صالح الجماهير ولا قضاياها، طريق الحروب والبطالة والفقر والعنصرية والغلاء والحقد، او طريق السلام والمحبة والهدوء والاستقرار وحسن الجوار والتآخي بين أبناء الشعبين ورؤية وتعميق المشترك بينهم وفي المجالات كافة. وهو الطريق الذي تجسده وتمثله وبكل صدق وأمانة وموضوعية، الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري، الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الأممي الإنساني المسؤول. ولقد أثبتت كل التطورات السياسية في إسرائيل والمنطقة، صحة برنامج الجبهة وعمودها الفقري، الحزب الشيوعي، ومن بين كل القوائم الانتخابية والأحزاب، تبرز الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وبكل أصالة وفخر واعتزاز وشموخ، على ارض الواقع بمواقفها الإنسانية الحقيقية المشرفة وبدون رتوش وغمغمات، تبرز بمواقفها الصادقة والشجاعة وصدق وواقعية طروحاتها صارخة بكل قوة وإخلاص وإنسانية ان ليس "العمل" و"الليكود" و"شينوي" و"كديما"، وباقي الأحزاب السلطوية واليمينية او الدائرة في فلكها هي المنقذ او القادر على الإنقاذ وقيادة الجماهير في الطريق الصحيح المؤدي مئة بالمئة الى شاطئ السلامة والأمن والأمان والمحبة والتعايش الإنساني الحقيقي بتفاهم وتعاون وتنسيق واحترام ومحبة، انما القادر على ذلك ومئة بالمئة هو الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ونجاحها في الانتخابات البرلمانية القادمة مرهون بمدى ما يبذل من جهود والتواجد الدائم والأكثر بين الجماهير وإيصال فكر وبرامج الجبهة وعمودها الفقري، الحزب الشيوعي، الى أوسع الفئات الجماهيرية، يهودية وعربية، والتأكيد وبناء على الواقع ان الفكر الشيوعي - الجبهوي هو الوحيد الذي يضع الإنسان كإنسان بغض النظر عن انتمائه القومي ولغته ولونه وحقه في العيش باحترام وكرامة ومساواة وسلام واطمئنان على المستقبل والنوم هادئ البال ومرتاح النفس والضمير، في المركز وتوفير ورصد كل شيء من اجل سعادته في الحياة وتحقيق إنسانيته الحقيقية.
تجري الانتخابات للكنيست في أوضاع صعبة وظروف خطيرة خاصة بالنسبة لمستقبل المنطقة وإصرار حكام إسرائيل على التعامل مع الشعب العربي الفلسطيني بلغة العصا والاملاءات والخنوع ومن خلال فوهات البنادق والمدافع، والمطلوب هو استبدال مرحلة وفكر وبرامج وأهداف الحرب والعدوان وسفك الدماء والإصرار على بناء الجدار الفاصل وإقامة الأسلاك الشائكة، بمرحلة السلام الحقيقي والتعايش السلمي الحقيقي وتعميق رؤية المشترك والتعاون والحوار والتفاهم وحسن الجوار وترسيخ مفاهيم المحبة الصادقة، والأمر لإنجاز ذلك، مرتبط بمدى استعداد حكام إسرائيل لقبول دفع متطلبات السلام الحقيقي الى أمام وتنفيذها وأولها وضع حد كلي للاحتلال والانسحاب الى حدود الخامس من حزيران عام 1967 وإقامة علاقات حقيقية مع الفلسطينيين في دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب إسرائيل وبدون قبول ذلك ستظل المنطقة كلها في أتون الحروب، ومن هنا تبرز أهمية زيادة قوة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، اليهودية العربية الحقيقية، لأنها بتاريخها المشرف ومواقفها وممارساتها وبرامجها وأهدافها هي الإطار الوحيد الأوحد والموحد لقوى السلام العربية واليهودية، وتجسد بتركيبتها وبرنامجها وأهدافها مصالح الشعبين الحقيقية. وتقويتها والالتفاف حولها والتصويت لها، معناه تقوية القوة الثابتة والصادقة المخلصة والمبدئية التي ترفض المساومة على حقوق الشعبين، فالجبهة وبكل فخر واعتزاز تناديكم وتشد على اياديكم، فلبوا النداء وادعموها لان في تقويتها الضمانة الأكيدة لإدخال الجماهير الى جنة الحياة وإخراجها من مستنقع الأحقاد والحروب والعنصرية.

سهيل قبلان
السبت 3/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع