''أمطار سونامية''

"صباح الخير يا جاري، أنت بحالك وأنا بحالي". أما "كل ما دق الكوز بالجرة" وبعد
 كل نقاش سياسي تقول لي، "بعد الجهد فسر الماء بالماء". فهو أمر غير محمول لأني اعرف ان الماء يتكون من الهيدروجين والأوكسجين واتحادهما نعمة نزلت علينا من السماء، ومع ان الأمطار ما زالت قليلة في هذا الموسم الا ان البركة في نزول عمير بيرتس-على بغتة- على حزب العمل. ونزول شمعون بيريس عن بغلته. ولا اعرف اذا كان بيريس، "بدو يروح التش" على حزب (كديما) ام لا. بل اعرف، ان لم تخني الذاكرة ان نسبة الهيدروجين في الماء ضعف نسبة الأوكسجين. وعليه قد يفوز حزب "كديما" برئاسة شارون بمقاعد مضاعفة مع شمعون او بدونه...
تعال يا صديقي نتفق على ان حزب "كديما" هو الهيدروجين وحزب "العمل" الأوكسجين لسياسة هذه البلاد. وبما ان الهيدروجين سريع الانفجار وبدون الأوكسجين لا يتم الاشتعال فقد تشتعل وتنفجر هذه البلاد مرة أخرى... وأرجو ان لا تقول لي "لا تنم بين القبور وتحلم أحلاما مزعجة". فانظر كيف التقى السالب والموجب في المصلحة على رئاسة المانيا.
اما إذا انفصل الهيدروجين عن الأوكسجين –كما حدث في حزب الليكود- فقد يتم استغلال هذا الانفصال، كما يقولون، لإنتاج السلاح غير التقليدي. ولا تسألني اذا كانت مياه المشروع القطري يذهب معظمها لهذه الغاية في مفاعل ديمونة. الا ان ما جرى في الليكود قد يجعل من نتنياهو صارخا تقليديا قصير المدى ومن وزير الدفاع موفاز ليس أكثر من قنبلة فراغية. و "الحبل ع الجرار".
فاتني التنويه ان نعمة المياه النازلة من السماء قد يرافقها أحيانا برق ورعد نتيجة احتكاك الغيوم. وفي حالتنا، ونتيجة احتكاك الكراسي قد تضرب البلاد أمطار سياسية مصحوبة بصواعق حزبية قد تصعق بعض قرانا. خاصة وان أكثر من حزب، "بورجيك قمح وببيعك زوان". وعليه قد تبقى المياه مقطوعة عن هذه البلدة او تلك، والعديد من المجالس والبلديات قد لا تستطيع دفع اجرة مستخدميها "والبطالة بتعلم الهمالة"!! وو.. وماذا سيعمل بيرتس ابو الشوارب اقصد "ماذا ستعمل الماشطة في الوجه العفش"؟؟ وعليه قبل ان تغرق يا جاري لا تنس ان هناك مظلة اسمها الجبهة تحميك من هذه الأمطار السونامية.

مفيد مهنا*
الجمعة 2/12/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع