المشاركة واجب وطني

مع تقديم موعد الانتخابات للكنيست يطفو من جديد الحديث حول تحالف الأحزاب العربية وخوض الانتخابات في قائمة عربية مشتركة, وبالرغم من الاختلاف في الظروف هذه المرة وخاصةً بعد رفع نسبة الحسم من 1.5% إلى 2% والخطر الذي يشكله ذلك على التمثيل العربي في الكنيست, إلا أن هذه الفكرة ليست قابلة للتطبيق وليست عملية وليس مؤكدا مدى جدواها الانتخابي. باعتقادي انه ليس بإمكان أي من الأحزاب اجتياز هذه النسبة إن خاض الانتخابات وحيداً مهما كان ميراثه أو جاذبيته, إلا أن هذا لا يعني بالضرورة تطبيق فكرة التحالف الشامل بين الأحزاب العربية المختلفة لأسباب عدة منها الاختلاف الموضوعي في وجهات النظر أحياناً وغرور البعض المفرط به أحياناً أخرى.

وإن كان هنالك خطر على تمثيلنا في الكنيست فليس بالضرورة أن نواجهه بالتخلي عن التعددية الحزبية والتميز بالرؤى السياسية والاجتماعية لأحزابنا المختلفة, فهذه التعددية ضرورية لنا بالذات, لتطورنا ولطبيعة مستقبلنا كأقلية قومية في دولة إسرائيل.

قراءة الصورة الكبيرة للواقع السياسي الآني وللتطورات الأخيرة وأهمها انتخاب عمير بيريتس لرئاسة حزب العمل وانفصال شارون عن الليكود وإقامته لحزب "كاديما", تكرس مصدران يهددان تمثيل الأقلية العربية في البرلمان:

* المصدر الأول والأكبر هو انخفاض نسبة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات القادمة. فهذه النسبة انخفضت من 74% في انتخابات 1999 إلى 62% في الانتخابات الإخيرة سنة2003 , وإذا استمر هذا الميل فإن قائمة واحدة على الأقل من القوائم الثلاث التي ستخوض الكنيست القادمة لن تعبر نسبة الحسم. ونذكر هنا بأن القائمة الوحيدة التي تخطت هذه النسبة وحصلت على 3% من الأصوات (أي ما يعادل 94
ألف صوت) في الانتخابات الأخيرة كانت قائمة الجبهة والعربية للتغيير حيث أثبت تحالفها قوته الانتخابية وأثبت نفسه على الساحة السياسية خصوصاً وأن عدد مؤيديه بارتفاع مستمر منذ الانتخابات الأخيرة.

* أما المصدر الثاني فهو انضمام جماعات وأشخاص من وسطنا العربي للأحزاب الصهيونية, فها هو شارون يسعى منذ اليوم لضم شخصيات عربية, مضلِلَه أو مضلَلَه,
لحزبه الجديد "كاديما", ولكننا يجب ألا ننسى بأن شارون اليوم هو نفسه شارون صبرا وشاتيلا وإن تغير الاسم والأسلوب فلم يتغير الجوهر.

أما عمير بيريتس فيعتقد أن بإمكانه شراء أصواتنا بحجة رصيده التاريخي في الهستدروت وبمواقفه الاجتماعية الاقتصادية, ولكن "روبين هود" ما أن وصل القمة حتى بدأ يغير جلده و"يطبع" خطابه السياسي والاجتماعي جازماً بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة والأبدية ومستعملاً جميع الطرق والسبل لإزالة "شبهة" الاشتراكية عن نفسه, ناهيك عن هجومه الأرعن على النواب العرب. فماذا نتوقع منه غداً..!.

وعليه ونظراً لهذه العوامل, المطلوب الآن من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة في الساحة العربية هو العمل المشترك والتعاون من أجل توضيح أهمية المشاركة في الانتخابات كواجب مدني ووطني ومنع فيض الأصوات للأحزاب الصهيونية لكي نحافظ على تمثيلنا في الكنيست ونعززه إن أمكن, فمن دون هذا التمثيل سنضحي أقلية مهملة ومعزولة عن العملية السياسية ومحرومة من إسماع صوتها أمام الوسط اليهودي عامةً، وصناع القرار ومطبقيه خاصةً. ولنتذكر بأن أي نائب يهودي مهما كان يسارياً لن يوصل صرختنا بحقيقتها وألمها كما يفعل ذلك واحد منا.

* كفاح عبد الحليم: مديرة المكتب البرلماني للنائب أحمد الطيبي
بقلم : كفاح عبد الحليم
الأربعاء 30/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع