الانتخابات القادمة تحمل في ثناياها امكانات لخلق فرصة لتغيير حكم اليمين، واسقاطاته في اسرائيل، لو أحسن معارضو الشارونية واللبرالية الجديدة التصرف، ولو نجحوا في توليد هذه الفرصة من قلب الحالة الخطيرة السائدة.
الناخبون العرب والدمقراطيون اليهود محاطون موضوعيا بالكثير من عوامل اليأس ودوافع القنوط، في المواجهة مع عقلية الاستبعاد والاقصاء عن دائرة القرار ودائرة الحقوق والشرعية، وسياسة التهميش والافقار والتجويع، وهم محاصرون من الجهة الأخرى بتجار اليأس، وبعض أكاديميي الدعوة إلى التنحي عن المشاركة السياسية، والترويج لنسبة تصويت منخفضة، ودعوة الناس العاديين إلى التخلي عن فرصتهم للتأثير والمشاركة في إحداث تغيير ممكن، بعد سنوات الدم والذل والدموع التي فرضتها حكومات اليمين وحكومات الوحدة القومية على شعبي هذه البلاد.
إن الترويج لتصويت منخفض بين الناخبين العرب هو الحلم الرطب لشارون ومعسكر اليمين، وهو طعنة في ظهر الجماهير العربية وقوى الدمقراطية والسلام في اسرائيل.
إن المعركة الانتخابية القادمة، والحراك السياسي الكبير الذي يرافقها، يشكل تعبيرا صارخا عن الأزمة الشاملة التي وصلت إليها الساحة السياسية الاسرائيلية بعد سنوات الظلام والباب الموصود الذي وصلت إليه الشارونية وسياسة اللبرالية الجديدة.
ومن حق الناخبين العرب والدمقراطيين اليهود، بل من واجبهم ومسؤوليتهم الشخصية، أن يلقوا بوزنهم كاملا في المعركة لإحداث التغيير ولإسقاط اليمين المأزوم، وتعزيز قوة قائمة الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، التي عرفت تاريخيا كيف تنتزع الفرصة من براثن التاريخ لإقامة الجسم المانع الذي اعتمد عليه اسحق رابين لاقامة حكومته عام 1992، وإطلاق عملية أوسلو السياسية.
إن الناخبين العرب واليهود الدمقراطيين مدعوون إلى تحمل المسؤولية الشخصية والعمل على رفع نسبة التصويت في أوساطهم لأعلى نسبة ممكنة، للمساهمة في إحداث التغيير وإسقاط حكم اليمين، فالمشاركة غير المترددة في هذه المعركة الانتخابية تحمل رسالة وطنية وطبقية وانسانية من الدرجة الأولى، لأننا في هذه المرة نستطيع أن نغير ونستطيع أن نؤثر، وعلينا أن ننفض اليأس وتجاره، وننطلق لنسد الطريق أمام عودة اليمين المأزوم إلى الحكم.
بأيدينا أن نخلق من جديد فرصة الجسم المانع!