ألانتخابات الاسرائيلية والجماهير العربية

تشهد  الدولة في الايام الاخيرة تطورات دراماتيكية على الساحة السياسية، وذلك إثر انسحاب شارون من حزب الليكود واعلانه عن تأسيس حزب جديد وكذلك طلبه من رئيس الدولة حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، وهو ما يحدث لاول مرة في اسرائيل.
على ما يبدو هنالك خلاف مركزي بين الخطة السياسية المطروحة من قبل شارون لادارة شؤون الدولة، وبين اعضاء حزب الليكود من المتمردين الذين ينتقدون بشدة سياسة شارون، وبالاخص فيما يتعلق بالملف الفلسطيني والانسحاب من غزة وازالة المستوطنات. في ظل هذه التطورات رأينا ان التأثير على مجريات الامور من قبل اعضاء الكنيست العرب هو شبه معدوم، وذلك بسبب اتساع رقعة الخلاف في الاوساط السياسية اليهودية نفسها حول الطريق والنهج لاستمرارية هذه الدولة، وتفاعلها مع التطورات في المنطقة ومعالجتها للقضايا الملحة المطروحة امامها، واهمها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. اذًا الدور السياسي للنواب العرب يكاد يكون معدوما وهو ينحصر اليوم في الاساس بالقضايا السياسية الداخلية، ولذلك فعلى الاحزاب العربية كافة ان تبحث عن اجندة سياسية تتلاءم مع الواقع السياسي الموجود، وان تركز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تدهورت جدا في الوسط العربي في السنوات الاخيرة، بسبب الخطة الاقتصادية التي نفذها بيبي نتنياهو والتي مست بكل الطبقات وبكل الفات بشكل سلبي ملحوظ.
كذلك يجب التركيز على حقوق المواطنة الكاملة والمساواة التامة للاقلية العربية من حيث تقاسم ثروات الدولة مثل توزيع اراضي الدولة، الميزانيات للتعليم وللسلطات المحلية العربية، تشغيل الاكاديميين العرب في وزارات الدولة ومؤسساتها .. الخ.
هنالك الكثير مما يمكن ان تعمله سوية الاحزاب العربية، ولذلك فانني ادعو كل الاحزاب على ايجاد صيغة معينة لخوض المعركة الانتخابية تحت ظل حزب عربي واحد كبير، له ملامحه واجندته ليكون له اكبر تأثير ممكن في دورة الكنيست القادمة.

(عبلين)

ألمحامي عماد محمد غزاوي *
الأثنين 28/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع