إننا من هنا نبعث بألف تحية إلى النائبين مروان البرغوثي وحسام خضر
لماذا يخيفُهم حتى من هو وراء قضبانهم؟!

أثارت الانتخابات التمهيدية لحركة "فتح" وانتصار النائب الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي فيها، ردودَ فعل إسرائيلية متباينة؛ فكان من دعا إلى إطلاق سراحه، فيما أكدت حكومة الاحتلال، ممثلةً بوزير خارجيتها سليفان شالوم، على وجوب إبقائه في سجون الاحتلال "حتى آخر أيامه"، بزعم أن يديه "ملطـّّختان بالدماء"!
إن مواقف مروان البرغوثي - رمز جيل فلسطين الجديد، وبطل الانتفاضتين - معروفة للجميع؛ فهو يناضل من أجل حقوق شعبه التي أقرّتها الشرعية الدولية ويؤيدها السواد الأعظم من شعوب الأرض، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، إلى جانب دولة إسرائيل.
وهذا هو، بالضبط، ما يخيفهم: فمنذ خمسة أعوام يزعق حكام إسرائيل، صبحَ مساء، عدم وجود شريك فلسطيني للسلام، ويوهمون مواطنيهم بأن تحقيق السلام غير وارد اليوم، وإنما قد يكون واردا فقط مع جيل فلسطيني آخر، وقيادة فلسطينية أخرى تفصّل على مقاس سياسة التوسّع الإسرائيلية.
قبل رحيل عرفات كان حكّام إسرائيل يقولون إنه ليس شريكا. وبعد انتخاب محمود عباس (أبو مازن) رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية صاروا يروّجون لزعم مفاده أنه "ضعيف" وأن ليس في مقدوره "مكافحة الإرهاب".
إن ما يريده حكّام إسرائيل حقا هو التهرّب من التفاوض مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، والتهرّب من مستحقات السلام الحقيقي؛ لأنهم يرفضون الاعتراف بحقوق هذا الشعب، ويرفضون دفع ثمن هذا السلام – السلام والحقوق التي من أجلها يناضل البرغوثي ومن أجلها يقبع في سجونهم منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.
لن يقوم جيلٌ فلسطيني يفرّط بالثوابت الوطنية الفلسطينية. السؤال المطروح هو متى سيتقلّد السلطة في إسرائيل من يغيِّر السياسة الرافضة لمستحقات السلام العادل والشرعية الدولية، المعادية للمصلحة الحقيقية لشعبي هذه البلاد؟
هذا الجيل، جيل مروان البرغوثي، ورفيقه الأسير حسام خضر، ومعهما الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال، إنما هو الشهادة الحية أن أي جيش، مهما تبجّح قوةً وتدجّج سلاحا، ربما يقوى على هزيمة جيش آخر، ولكنه يبقى عاجزا عن تحطيم إرادة شعب مكافح ذي قضية عادلة لا بد أن يستجيب المستقبل لأحلامه وتطلعاته.
إننا من هنا نبعث بألف تحية إلى النائبين مروان البرغوثي وحسام خضر، وجميع الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال، مؤكدين أن هستيريا حكومة إسرائيل، إنما تدلّل على فزعهم منكم، وممّا تمثلون من عزيمة تحررٍ نضالية متجدّدة، حتى وأنتم وراء قضبانهم! 

("الإتحاد")

الأثنين 28/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع