كلمة الاتحاد
هدوء، انتخابات!!

منذ البداية، تنبأ المحللون السياسيون بأن تكون هذه الانتخابات ملتهبة وتاريخية، خاصة لما تشهده الخارطة السياسية من رمال متحركة وتغيرات من المتوقع أن يفرضها انشقاق رئيس الحكومة أرئيل شارون عن حزب الليكود.
وكلما ارتفعت جعجعة هذه الانتخابات، تمكن غبارها من تغطية المشهد كاملا، وخاصة بما يتعلق بما ترتكبه هذه الحكومة من جرائم بحق أبناء شعبنا في المناطق المحتلة.
ومما أثبتته نهاية الأسبوع المنصرم، امس وأمس الأول، بأن رئيس هذه الحكومة الانتقالية ووزراءها ورغم انشغالهم بضمان مستقبلهم السياسي، الا أنهم لم ينشغلوا البتة عن مواصلة الجرائم، فافتتاح معبر رفح أرفق بمواصلة السياسة الاحتلالية وبناء جدار الفصل العنصري، والاعتداء على التظاهرات السلمية.
ولكن، ومهما "أتقن" السياسيون العمل بهدوء وخبث، لقنص الأصوات براحة، وان كان خيارهم عكسيا باشعال المناطق المحتلة عملا بسياسة الأرض المحروقة أو لرفع أسهمهم لدى الأوساط اليمين المتطرفة، مهما أتقنوا "تكتيكهم" يبدو بأن هنالك تحديا أكبر أمام السياسيين في اسرائيل وهو تطويع المسخ الاستيطاني لصالحهم.
المسخ الاستيطاني يواصل جرائمه ليس فقط برعاية الاحتلال انما بايعاز وقح منه، وهو يفتقد أي رادع من توجيه سمومه ليس فقط تجاه أبناء شعبنا الفلسطينيين، انما تجاه كل ما هو انساني في هذه البلاد، والاعتداءات المتنكررة على نشطاء السلام التقدميين العرب واليهود دون تفرقة وقد وصلت جرائم الاحتلال أمس الأول الجمعة بالاعتداء على حافلة ركاب من أهلنا أبناء مدينة شفاعمرو، ومن يعلم فربما كان بين هؤلاء الأهل أقرباء لشهداء مجزرة شفاعمرو، هذا الاعتداء يؤكد باننا عرضة حتى في أفراحنا للاصطدام بنتان زادة وأشكاله.
المستوطنون يفرضون على الجماهير العربية ومعها كل القوى التقدمية في اسرائيل تحديا واضحا: ليس فقط ان الانتخابات وتغذية اليمين الفاشي لم تنسهم مواصلة اعتداءاتهم بل انهم يستغلون هذه الظروف بالذات من أجل تكثيف اعتداءاتهم متلثمين بغبار المعركة.
التحدي واضح: ألا تنسينا هذه المعركة الانتخابية، ورغبتنا الصادقة بتعزيز تمثيلنا المعركة الأشرس، المعركة الأبقى، مع الاحتلال ومسخه الاستيطاني.
هذا هو التحدي وهذه هو المحك الأساسي، الذي قد تسقط عنده بعض القوى وتنتصر الأخرى معززة ببعد نظرها وخلفيتها الأيديولوجية التقدمية السياسية الواسعة والعميقة في آن.
الأحد 27/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع