سقوط حكومة الكوارث . . دالة خير
شارون يأمل بمواصلة عملية افتراس الضحايا

أجرت صحيفة "يديعوت احرونوت" مقابلة مع رئيس الحكومة ارئيل شارون حول موقفه من التطورات الاخيرة التي في مركزها احتمال سقوط حكومته وتقريب موعد الانتخابات للكنيست.
في هذه المقابلة التي اجراها شمعون شيفر ركز شارون على امرين اساسيين مترابطين عضويا، الامر الاول، انه "مكرها اخوك لا بطل" لا مفر من تقريب موعد الانتخابات بعد  انتخاب عمير بيرتس رئيسا لحزب العمل ولجوء وزراء هذا الحزب الى تقديم استقالاتهم من الحكومة (رسائل الاستقالة في جيب عمير بيرتس) وتبلور اكثرية (61 عضو كنيست واكثر) سيؤيدون يوم الاثنين القادم حل الكنيست وتقريب موعد الانتخابات. وقد ادعى شارون في هذه المقابلة "انه في الظروف المركبة والمعقدة التي توجد فيها الدولة، لا يوجد لدي اية نية ان اقف على رأس حكومة اقلية خلال اشهر طويلة، لم افكر في تقريب موعد الانتخابات، ولكن عندما اتضح لي ان الجهاز السياسي القائم يتفكك توصلت الى الاستنتاج ان افضل شيء للدولة هو اجراء المعركة الانتخابية باسرع ما يمكن، ليس في ايار وليس في آذار بل اذا امكن ان نذهب الى الشعب في شباط". فشارون لا يريد الاقرار بانه لا مخرج  من الوضع المعقد ولا مخرج من الازمة والتناقضات داخل حزبه وحكومته الا بسقوط حكومته والذهاب الى انتخابات مبكرة. وان فشل سياسة حكومته سياسيا واقتصاديا اجتماعيا اوصلها الى الطريق المسدود والى هاوية السقوط. وباقتراحه انه على استعداد لاجراء الانتخابات في شباط وليس في آذار او ايار اراد المزاودة على عمير بيرتس الذي اعلن عن اقتراح اجراء الانتخابات في آذار، اراد شارون بث "رسالة ثقة وقوة"!! اما لماذا شباط وليس ايار، فانه يرد بهذا على  منافسة نتنياهو الذي طالب في اجتماع كتلة الليكود ان تكون الانتخابات في ايار لكسب الوقت لتنفيس بالون عمير بيرتس، فشارون يريد الاسراع في الانتخابات حتى لا يوفر الوقت لنتنياهو لاستعادة انفاسه التي أُخمدت في مركز الليكود.
ولتبرير اقتراحه حول الاسراع بعقد الانتخابات في شباط يلجأ شارون الى التضليل الديماغوغي بادعائه "ان عقد انتخابات سريعة تمنع الجمود السياسي، علينا ضمان ان لا تتحول سنة الفين وستة الى سنة ضائعة من ناحية العملية السياسية ومن ناحية الجهد المبذول للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين. وعلينا الاهتمام ان لا تكون السنة القريبة سنة ضائعة من ناحية كل ما يتعلق باقرار الموازنة العامة وتجسيد القيم المختلفة في نفقات الحكومة"!!
ان المدلول السياسي الحقيقي من وراء ادعاءات شارون التبريرية للاسراع في عقد الانتخابات للكنيست يتمحور حول دعوته للناخبين لدعمه في العودة الى السلطة لمواصلة برنامجه الاستراتيجي العدواني ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، برنامجه الذي ينسف احتمالات التسوية السياسية العادلة ويدفع عجلة الاستيطان والتهويد والضم لمصادرة الحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني. دعوته للناخبين بدعمه حتى تعود حكومة الكوارث الى سدة الحكم لتواصل من خلال الميزانية العامة شحذ انياب النيولبرالية لافتراس لقمة عيش الاوساط الاجتماعية المسحوقة ومحدودة الدخل الهزيل وزيادة واتساع رقعة الفقر وعدد الفقراء واتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء في المجتمع الاسرائيلي.
لقد قيمنا بان سقوط حكومة الكوارث ودالة خير، ولكن هذا التقييم لن يكون كافيا الا اذا بلورت قوى السلام والدمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية اليهودية والعربية خطاها لقطع الطريق في وجه عودة اليمين وسياسته الى السلطة.
الأحد 20/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع