مبادرة مباركة جاءت في وقتها

يستضيف مركز العلوم والفنون في مدينة ام الفحم بعد غد، السبت، "المؤتمر العام للجماهير العربية ضد آفة العنف والاحتراب الداخلي" الذي تنظمه وتدعو اليه اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وبلديتا الناصرة وام الفحم ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي. انها مبادرة مباركة جاءت في وقتها، خاصة وان شيطان العنف يتلبس قرانا ومدننا العربية، بأشكاله المختلفة، موقعا الضحايا والمصائب المأساوية. وأهمية هذا المؤتمر تكمن في امرين اساسيين، الاول، ان هيئات ومؤسسات رسمية تمثل مختلف ألوان الطيف بين الجماهير العربية تضع على جدول اعمالها وسلم اهتماماتها قضية كيفية مواجهة آفة العنف المدمرة والاحتراب الداخلي الذي يتقمص أحيانا رداء الطائفية والتعصب الطائفي والعنف العائلي واحيانا رداء القبلية العائلية، هذه الآفة التي نتائجها المأساوية ليس وقوع الضحايا فقط، بل العمل على تمزيق لحمة الوحدة الوطنية لشعبنا وصرف أنظار جماهيرنا عن القضايا المركزية التي تعاني منها من جراء سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية والممارسة منهجيا، هذه السياسة التي تستدعي رص وحدة الصف الكفاحية لجماهيرنا.
والأمر الثاني، ان هذا المؤتمر يكتسب طابع العلمية، توصيف الداء بشكل علمي، عوامل وعوارض ظهوره، حدود تفشيه، أشكاله المختلفة، وذلك بهدف وضع الأصابع لتوصيف الدواء. فالمؤتمر عبارة عن محاضرات وندوات علمية سياسية واجتماعية يشارك في تقديمها مختصات ومختصون في شتى المجالات المتعلقة بموضوع العنف والاحتراب الداخلي، من اجتماعيين ومحامين وباحثين سياسيين ونفسيين. فعلى اجندة المؤتمر تُطرح محاضرة شاملة عن "العنف في المجتمع العربي- مظاهر وتحديات"، وندوة حول "العنف المجتمعي، مظاهر وسبل المواجهة" تشمل مواضيع "العنف والاحتراب الداخلي بدوافع طائفية وعائلية"، "العنف داخل المدارس"، "العنف في الخطاب السياسي والإعلامي"، "العنف الإجرامي والجنائي" و"البيئة السياسية وممارسات العنف السلطوي". وندوة حول "العنف داخل الأسرة، تشخيص وتحديات" تشمل" العنف ضد المرأة" و"العنف ضد الطفل" و"العنف ضد المسنين".
المهم في هذا المؤتمر، في نهاية المطاف هو مدى الاستفادة من توصياته وتلخيصاته التي يتوصل اليها في تغذية المعركة العامة السياسية والاجتماعية والجماهيرية، ضد آفة العنف والاحتراب العائلي. فالتحليل العلمي هام، وهام جدا، في توصيف الظواهر ومحاولة طرح الحلول لمواجهتها، ولكنه يبقى حبرا على ورق اذا انحصر وجوده ومفعوله وفعله في قاعة المحاضرات والندوات ولم يجر العمل لكي تتبناه الجماهير الواسعة وعلى مختلف المستويات، كما ان الكفاح الجماهيري غير المستند الى العلم والقواعد العلمية يبقى طائشا على السطح ومردوده بائسا.
اننا نتمنى لهذا المؤتمر تمام النجاح في ابحاثه وتوصياته وتلخيصاته ومقرراته، نتمنى له النجاح في حشد الجماهير المشاركة في أعماله، وان يكون بمثابة انطلاقة مباركة في المعركة الهامة لمواجهة ودفن مختلف اشكال العنف في مجتمعنا العربي ومختلف أشكال الاحتراب الداخلي، الطائفي والعائلي، فالنجاح في هذه المعركة يعني من حيث المدلول السياسي الاجتماعي أننا ضمنّا لشعبنا ركوب قطار التطور الحضاري الانساني.
الخميس 17/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع