مخطّط التهويد يشحذ أنيابه المفترسة

ألصرخة الجماعية التي اطلقتها حناجر المئات من المشاركين في مهرجان الاحتجاج القطري الذي نظمه الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة في كفر مندا ضد مخطط "تطوير الجليل والنقب" التهويدي العنصري كانت في وقتها ولا بد منها. كانت هذه الصرخة بمثابة نذير وانذار لسياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية التي تطرح مخططا تهويديا عنصريا معاديا لوجود وتطور المواطنين العرب اهالي الجليل والنقب، تطرح مخططا مبنيا على قواعد "الموازنة الديموغرافية" الصهيونية العرقية العنصرية التي مدلولها السياسي ضمان اكثرية يهودية حاسمة في الجليل والنقب وعلى حساب تضييق الخناق على العرب، ترحيل من يمكن ترحيله "ترانسفير" ونهب ومصادرة اكبر مساحة مما تبقى من ارض للعرب. كما كانت الصرخة الجماعية التي انطلقت من كفر مندا بمثابة نداء هيا على الكفاح لجماهيرنا، وبأوسع وحدة صف نضالية، وللقوى الدمقراطية اليهودية من انصار حق الاقلية القومية بالمساواة القومية والمدنية وانصار حقوق الانسان والمواطن، لتصعيد المعركة ضد هذا المخطط الكارثي الذي يستثني العرب اهالي الجليل والنقب من المشاركة في هذا المخطط او الاستفادة من مشاريع التطوير التي ترصد لها حكومة الكوارث الشارونية – البيرسية  اكثر من سبعة عشر مليار شاقل.
لقد قررت حكومة الكوارث عن طريق وكيل تنفيذ سياستها التهويدية – العنصرية، عن طريق شمعون بيرس البدء بتنفيذ هذا المخطط في الجليل كمرحلة اولى، بتطوير البلدات اليهودية في الجليل وشطب المدن والقرى العربية من خارطة مشروع التطوير! والظاهر، كما يتضح بشكل سافر، انهم لم يشملوا النقب في اطار المرحلة الاولى من التطوير، ولكنهم وضعوا النقب العربي (القرى العربية في النقب) على خارطة التدمير. ان يجري في المرحلة الاولى البدء بتهجير اهالي اكبر عدد من القرى العربية غير المعترف بها للاستيلاء على اراضيهم، مصادرتها وتهويدها لتوطين المليون ومائة الف مستوطن يهودي جديد في النقب وفقا للمخطط العنصري. وقد بدأت الانياب المفترسة لحكومة المخطط الابرتهايدي تنهش في لحم اهلنا في النقب. فأمس قامت قوات كبيرة من اذرع القمع السلطوية مع ممثلين عن وزارة الداخلية لهدم البيوت العربية بالاعتداء على اهالي بير المشاش، القرية العربية غير المعترف بها بالرصاص الحي والمطاطي وغيرهما، مما ادى الى وقوع عدد من الجرحى من اهالي المشاش، هذا اضافة الى الاعتداء بالضرب على الشيوخ والنساء والشباب. لقد جاء المعتدون الى هذه القرية يحملون رسالة التدمير، اوامر بهدم عشرات البيوت في قرية يسكنها حوالي ثلاثة آلاف انسان بدون شوارع او مياه او كهرباء. لقد رفض الاهالي تسلم والصاق اوامر الهدم والترحيل على بيوتهم وتصدوا بصدورهم لقوة القمع السلطوية.
اننا اذ نستنكر العدوان السلطوي على اهلنا في المشاش فاننا نناشد جميع القوى السياسية الفاعلة بين جماهيرنا، الاحزاب ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية والقوى الدمقراطية اليهودية تصعيد الكفاح السياسي – الجماهيري ضد مخطط التهويد والتشريد في النقب والجليل، والتضامن مع اهلنا في المشاش والنقب والجليل.
اليوم الاربعاء وكما علمنا ان رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية العربية للتغيير النائب محمد بركة سيرفع الصرخة ضد مخطط التهويد والتشريد من على منبر الكنيست. فهل يتحرك اصحاب الضمير وانصار حق المواطن في وطنه لوقف ودفن هذا المخطط العنصري.

الأربعاء 16/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع