من أجل حق الشعوب في الاستقرار والسيادة الوطنية
لتصعيد التضامن مع سوريا ضد مخطط التآمر العدواني

إستمعنا بانتباه شديد مساء يوم الخميس الى خطاب الرئيس السوري، بشار الاسد، امام الجماهير السورية المحتشدة في جامعة دمشق. اردنا معرفة نبض النظام السوري وحقيقة موقفه من الضغوطات الامريكية والاسرائيلية والغربية التي تستهدف تدجينه في حظيرة خدمة استراتيجية الهيمنة والعدوان الامبريالية في سوريا ولبنان والمنطقة برمتها. فهل يطعج هذا النظام ويسير في التلم الذي هرولت اليه وسبقته العديد من انظمة التخاذل والخنوع العربية التي تدجنت في القن الامريكي – الاسرائيلي. وبصراحة، فان الرئيس السوري بشار الاسد قد اثلج صدر جميع المناضلين ضد مخطط الهيمنة العدوانية الامريكية- الاسرائيلية بمواقفه الوطنية الشجاعة التي تضمنها خطابه. فامام ضغوطات  ومخططات المتآمرين التي تستهدف امن واستقرار وسيادة سوريا اعلن الاسد مع شدة تأكيدية انه "لن يكون الرئيس الذي يحني رأسه ورأس شعبه لأي كان "ومضيفا ان "المنطقة الآن امام خيارين اما المقاومة او الفوضى". كما اكد بان سوريا على استعداد للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكن بشرط عدم المساس باستقرار سوريا وبعدم تقديم تنازلات عبر الابتزاز. وهذا مع التأكيد ان سوريا مستهدفة من قبل المتآمرين في "البيت الابيض" واذنابهم في لبنان. وانه مع رغبة سوريا في التعاون مع القاضي الالماني ديتليف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية – كما اكد الاسد في خطابه، هذا بالرغم من القناعة بان سوريا مستهدفة والتحقيق الجاري سياسي بمدلوله وان الحكم على سوريا سيكون سلبيا. فلجنة التحقيق رفضت جميع المقترحات السورية، رفضت ان يجري التحقيق مع المسؤولين السوريين الستة المشبوهين بالتورط في اغتيال الرئيس الحريري في اروقة الجامعة العربية في القاهرة او في سوريا في موقع يرتفع فوقه علم الامم المتحدة. كما ان رئيس لجنة التحقيق الدولية ميليس رفض دعوة اللجنة القضائية السورية الخاصة لزيارة دمشق ووضع مذكرة تفاهم لتحديد آليات التعاون.
لقد شدد الاسد على براءة بلاده من اغتيال الحريري، بريئة كدولة وكأفراد، وان التقرير الذي رفعه ميليس في العشرين من شهر تشرين الاول الفائت، الى مجلس الامن الدولي واشتُبه فيه بتورط سوريين يعكس حقيقة ان القضية لم تعد "جنائية بل سياسية" كما اكد الاسد. وهاجم الرئيس الاسد بعض القوى اللبنانية واصفا اياهم بـ "تجار دم" وانهم "حولوا دم الحريري الى "بورصة تحقق مالا وتحقق مناصب" وانهم "نقلوا لبنان من دوره العربي، الى التدويل والتدويل هو نقلة اكثر باتجاه اسرائيل، عاد لبنان ممرا ومصنعا لكل مؤامرة على سوريا"، كما اكد الاسد ان الشعب اللبناني اذا اراد علاقة اخوية مع سوريا "فهذا لا يمكن ان يتم مع دولة جزء كبير منها معاد لسوريا"!
ان مدلول خطاب الاسد السياسي يؤكد على امرين اساسيين، الاول على صمود سوريا في وجه الضغوطات الشرسة "عندما نصمد منذ البداية بامكاننا ان نساوم لنفرض ما نريد وننتصر في النهاية" كما يوكد الاسد. والثاني، استعداد سوريا النظام للتعاون مع اللجنة الدولية والمساومة ولكن مع الحفاظ على استقرار وسيادة سوريا.
ان مخطط التآمر الامريكي على سوريا جزء من المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي للهيمنة في المنطقة. وهذا يستدعي من جميع الاحرار انصار حق الشعوب في الاستقرار والسيادة الوطنية تصعيد عمليات التضامن مع سوريا لافشال ودفن المخطط التآمري العدواني الذي يستهدفها.
الأحد 13/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع