نتقدم بأحر التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
كان بودّنا ان يكون سعيدًا!

نودّ في البداية ان نتقدم بأحر التهاني الى جميع المسلمين والى جميع ابناء شعبنا في اسرائيل والمناطق المحتلة ومختلف مواطن الشتات القسري خارج الوطن المستباح بأحر التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، متمنين ان تحمل الاعياد المقبلة بشائر خير وسعادة وامن واستقرار تخلّص جماهيرنا وشعبنا من براثن الاوضاع المأساوية التي يعيشونها في ظل كوارث سياسة  القهر القومي والاحتلال والمجازر الدموية.
لقد تعود شعبنا خلال درب الآلام الطويلة ان يُحيي مناسباته الوطنية والدينية بقلوب مفعمة بالتفاؤل الواعي بان ليل الظلم والظلمة ساعة وتمر وانه لا محالة من قدوم ساعة الفرح والبهجة يوما، فبقاء الحال من المحال، هذه هي حكمة التطور التاريخي وحتميته. فنحن على ثقة انه في هذا العيد المبارك الذي من المفروض ان يكون كما يطلق عليه، سعيدا، لن تغزو السعادة الكثير من البيوت ولن تغمر الفرحة وجوه وقلوب الكثيرين من ابناء جماهيرنا وشعبنا. فاي سعادة ستغمر بيت فقير او عاطل عن العمل، يعجز رب عائلته بتوفير ما يلزم لادخال الفرحة الى قلوب اطفاله وابنائه ليمرحوا ويبتهجوا كباقي ابناء وبنات جيلهم!!
أي فرحة واي سعادة في العيد ستدخل عتبة دار شعبنا في المناطق المحتلة، في الضفة والقطاع والقدس العربية، ورصاص وقذائف وصواريخ المحتل تزرع الموت والهدم والتدمير في بيوت وحارات وشوارع وساحات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية. ففي هذا العيد يجري غسله بدموع تماهي امهات ثكلى يتذكرن اطفالهن في اعياد سبقت ازهق جند هولاكو ارواحهم من بستان الدار قبل موعد. في هذا العيد تصادر الفرحة والبهجة من قلب ابن استشهد والده، او من قلب اخ وابن عم وابنة خال قصف المجرمون ارواحهم قبل موعد.
كان بودنا لو استطعنا ان يكون العيد سعيدا تغمر سعادته جميع البيوت وتدخل الفرحة جميع القلوب. ولا نقصد بـ "لو" التي يلجأ اليها العاجزون لتبرير تخاذلهم والجلوس على الرصيف بعيدا عن الطريق النضالي لتغيير واقع اسود ومؤلم. فـ "لو" بالنسبة لنا هي نذير ضد حاضر لا نرضى بواقعه وبمعطياته المأساوية وفي نفس الوقت هي نذير ايضا لهيا على الكفاح لبناء مستقبل افضل يوفر السعادة والبهجة لكل الناس. ولهذا فاننا، وكما تعودنا دائما وفي مختلف المناسبات الوطنية والدينية لشعبنا، ان نطلق قسمنا الوطني الكفاحي والثوري والتقدمي بمواصلة الكفاح السياسي – الجماهيري والعمل لرص اوسع وحدة كفاحية، لمواجهة ودفن جميع مظاهر الغبن والتمييز والجرائم، لمواجهة افشال سياسة التمييز القومي ولانجاز حق اقليتنا القومية بالمساواة القومية والمدنية، لمواجهة سياسة الافقار السلطوية، ودفع عجلة العدالة الاجتماعية، لمواجهة وانهاء جرائم الاحتلال الاسرائيلي بانجاز الحق الوطني الشرعي للشعب العربي الفلسطيني، حقه الشرعي والانساني بالحرية والاستقلال الوطني، بالدولة والقدس والعودة. وهذا هو مضمون ومدلول رسالتنا بمناسبة عيد الفطر المبارك. وكل عام والجميع بخير وبحال افضل مما هو قائم اليوم.

الثلاثاء 1/11/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع