ألدورة الشتوية للكنيست

تفتتح اليوم الاثنين، الدورة الشتوية للكنيست في ظل أزمة خانقة داخل الليكود والحكومة، اضافة الى الازمة السياسية، أزمة تنذر باحتمال ان لا تكمل هذه الدورة مدتها القانونية ويجري الاتفاق على تقريب موعد الانتخابات البرلمانية للكنيست خلال اشهر معدودة.
فالعديد من المؤشرات تعكس حقيقة الازمة التي ترافق الكنيست منذ اليوم الاول لافتتاح الدورة الشتوية. فالصراع بين المعسكرات المتنافسة داخل حزب الليكود الحاكم لم تخمد أنفاسه ولم تلق الاطراف المتصارعة أسلحتها، خاصة بين معسكر شارون ومعسكر نتنياهو- لنداو. فقسم من اعضاء معسكر نتنياهو- لنداو رفضوا المشاركة في عشاء "منسف مصالحة" أعده شارون لأعضاء كتلة الليكود في الكنيست وزوجاتهم. كما أعلن عدد من أعضاء الكنيست الليكوديين من انصار نتنياهو- لنداو انهم سيصوتون اليوم ضد اقتراح الحكومة وشارون بضم ثلاثة وزراء من انصار معسكر شارون- اولمرت وبويم وبار اون- الى الحكومة الامر الذي قد تكون نتيجته عدم اقرار ضم الوزراء الثلاثة.
وتحتدّ التناقضات داخل حزب "العمل" الشريك الاساسي في تنفيذ سياسة شارون الاجرامية سياسيا واجتماعيا. ويدور الصراع داخل هذا الحزب حول موضوع الموقف من الشراكة مع الليكود في حكومة شارون. فقد ادعى بعض قادة هذا الحزب وخاصة رئيس الحزب شمعون بيرس ان المبرر الذي يشرعن وجود ومواصلة البقاء في الحكومة الائتلافية برئاسة أرئيل شارون يكمن في امرين اساسيين، الموقف من العملية السياسية خاصة وان شارون نفّذ خطة اعادة الانتشار في غزة التي "تجسّد" سياسة حزب العمل، والموقف من القضية الاجتماعية، وخاصة وضع خطة لمحاربة الفقر والبطالة!!
وفي الموقف من القضيتين، السياسية والطبقية الاجتماعية، فان معطيات الواقع تشير الى تردي الاوضاع السياسية والاجتماعية، فما تمارسه حكومة شارون- بيرس بعد اعادة الانتشار في غزة ليس ابدا دفع العجلة باتجاه استئناف العملية التفاوضية السياسية مع القيادة الشرعية الفلسطينية، بل تصعيد العدوان العسكري والعودة الى سياسة اغتيال وتصفية شخصيات فلسطينية وممارسة العقوبات الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وسدّ الطريق في وجه العملية السياسية بادعاء انه لا يوجد عنوان وشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه!! كما ان تعمق واتساع فجوات التقاطب الاجتماعي بين الاغنياء والفقراء ووجود اكثر من مليون ونصف مليون فقير يعكس حقيقة طابع هوية السياسة الاجتماعية لحكومة الكوارث الشارونية- البيرسية. ولهذا فان بعض قادة حزب العمل، امثال عمير بيرتس وغيره يطالبون على ضوء هذه الحقائق الخروج من الائتلاف الحكومي. وبعض قادة هذا الحزب ومن منطلقات أخرى، فحتى ينافسوا على السلطة كبديل لليكود، خاصة وان احتمال تقريب موعد الانتخابات وارد، وحتى الموعد القانوني بعد سنة أصبح قريبا، فانهم يرون اهمية للخروج من الائتلاف واستغلال فرصة طرح الموازنة العامة لاقرارها في هذه الدورة بالتصويت ضدها، الامر الذي يعجّل في قصف أجل حكومة الكوارث القائمة والذهاب الى انتخابات مبكّرة.
دورة شتوية ستكون ساخنة بمواضيعها الملتهبة، نأمل تقصير أجلها والذهاب الى انتخابات برلمانية مبكرة والنضال من اجل موازنة جديدة في الكنيست والسلطة تدفع باتجاه السلام العادل.
الأثنين 31/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع