سوريا تفنّد مغالطات تقرير ميليس

بدأ امس الثلاثاء، مجلس الامن الدولي مناقشة تقرير ميليس في قضية مقتل الرئيس اللبناني رفيق الحريري. وعشية بحث هذا الموضوع وقبل الحج بمرحلة، انطلق عواء الذئاب من وكر "البيت الابيض" الامريكي يعربد ببلطجيته المعهودة مهددا النظام السوري ومتوعدا انه اذا لم يُسلم المسؤولين السوريين المشبوهين بالتورط في عملية اغتيال الرئيس الحريري، أمثال ماهر الأسد وواصف شوكت وغيرهما، فان نظام الكاوبوي سيضغط باتجاه اتخاذ قرار في مجلس الامن الدولي يشرّع شنّ العدوان والحرب ضد سوريا للاطاحة بنظامها، وانه ينسق هذا الموقف مع بريطانيا وفرنسا ويعمل على كسب موافقة كل من روسيا والصين.
ان نظام عولمة الارهاب والعدوان والسلبطة كونيا يتصرف وكأنه الحاكم بأمره عالميا ويطالب بمعاقبة النظام السوري وبمحاسبة المشبوهين بالتورط في ارتكاب الجريمة وفي وقت لم يجر البت نهائيا وبالادلة القاطعة حول تورط النظام السوري في مقتل الحريري. وهذا ما يؤكده ميليس نفسه في التقرير الذي قدمه امس امام مجلس الامن الدولي. فقد أكد انه لاستكمال التحقيق في القضية قد يحتاج الامر الى اكثر من المدة المحددة حتى 15 كانون الاول 2005، قد يحتاج الى اشهر وسنين فهناك العديد من القضايا التي لا تزال مبهمة وبعضها ليس اكثر من فرضيات وشبهات، وان دور القضاء اللبناني هو مواصلة التحقيق في هذه القضايا.
وللحقيقة فان المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، فيصل المقداد، قد أجاد وبشكل منطقي مدعوما بالمعطيات والحقائق في تفنيد المغالطات والاباطيل والاتهامات حول دور سوريا ومسؤولين سوريين في مقتل الحريري وردت جزافا في تقرير ميليس. فسوريا النظام تعاونت مع لجنة التحقيق ومع ميليس ومستعدة لمواصلة التعاون على حد تعبير وتأكيد المقداد. وان التحقيق مع النظام السوري جرى في اجواء العداء والتحريض المنهجي ضد سوريا من اوساط معروفة بعدائها للنظام السوري ومن اوساط دولية، امريكية وفرنسية واسرائيلية، كانت معنية بتسييس القضية خدمة لمخططها المعادي للنظام السوري. وان تقرير ميليس اعتمد على شهادات اناس مشبوهين معادين لسوريا، أحدهم انسان محتال ومطلوب للعدالة في لبنان وسوريا، واثنان لم يجر الكشف عن هويتهما.
لقد أكد المقداد في مجلس الامن ما كان قد أكده الرئيس السوري بشار الأسد قبل اسبوع، بانه من اجل اظهار الحقيقة ومعاقبة كل مجرم حقيقي، سوريا كان او لبنانيا او أي طرف ثالث اشار تقرير ميليس الى احتماله، مع انه جرى الاكتفاء في التقرير بهذه الاشارة، ولم يُعر من ميليس بأي اهتمام في ما بعد.
اننا مع اظهار الحقيقة بالكشف عن المجرمين الحقيقيين في مقتل الحريري، لكي ينالوا العقاب الذي يستحقونه، ولكن الحقيقة التي اصبحت واضحة كالشمس، ان تكالب تحالف الشر الامريكي- الفرنسي- الاسرائيلي- الرجعي اللبناني والسوري والعربي ضد سوريا ليس منبعه ابدا ولا هدفه ابدا الكشف عن المجرمين الحقيقيين وخدمة مصالح لبنان وسوريا الحقيقية بل مبعثه وهدفه استثمار السمسرة بدماء جريمة الحريري في خدمة المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي وحلفائه للهيمنة في المنطقة، وعلى سوريا ولبنان، وتدجين بلدانها وشعوبها في خدمة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية الامبريالية واحتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات.

"الإتحــــــــــــــــــــــــــاد"

الأربعاء 26/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع