لإزالة الهوائيات من مدننا وقرانا العربية

هبّة جماهيرية مباركة تجتاح العديد من قرانا ومدننا العربية في المعركة لازالة الهوائيات التي تجلب المآسي بالنسبة لصحة وحياة الناس. فما يثير القلق ان نسبة المصابين بالمرض العضال، السرطان، بين المواطنين العرب عالية جدا وفي ارتفاع متواصل. وحسب تأكيدات الخبراء في المجال الصحي فان هنالك علاقة مباشرة بين الهوائيات وبين مخاطر الاصابة بهذا المرض العضال.
ان وقاية الناس من هذه الاخطار التي تهدد حياتهم هي مسؤولية كل من تجري في شرايينه دماء الانسانية. يكفي جماهيرنا المصائب التي تواجهها من جراء سياسة التمييز والقهر القومي والعنصري السلطوية. ومسؤولية الجميع، وبغض النظر عن هوية الانتماء العقائدي او السياسي او الطائفي، توحيد الصفوف في المعركة لازالة الهوائيات المسرطنة من مدننا وقرانا العربية.
في احدى قرى الجليل الغربي يشير الاهالي باصابع الاتهام الى الهوائيات المنصوبة في بعض احياء القرية ويعددون بالاسم الضحايا الذين قضى المرض العضال عليهم او لا يزالون يعانون منه ويتلقون العلاج، يعددون انه في الحي الفلاني حيث توجد هوائيات الموت اصيبت ثلاث نساء وثلاثة رجال واربعة اطفال بالمرض العضال، وفي حي آخر من احياء القرية تنتصب فيه هوائية قضى نحبهم ثلاثة من الشباب وامرأة تعالج في المستشفى من جراء هذا المرض القاتل.
ان مهمة السلطات المركزية والسلطات المحلية ومختلف الهيئات الشعبية والتنظيمات السياسية والاجتماعية العمل لازالة الهوائيات من قرانا ومدننا العربية ومنع وجودها. فصحة الاهالي اهم كثيرا من ارباح الشركات. ولا نعلم اذا كان بالامكان وجود هوائيات غير مسرطنة، او هوائيات واقية يثبت الخبراء بالبراهين القاطعة انها لا تجلب الضرر لحياة الناس. فالمعركة مدلولها الاساسي انها موجهة بالاساس للحفاظ على صحة الناس وليست ابدا ضد "زيد" او "عبيد" من الناس العاملين في مجال نصب الهوائيات. ولا نريد لهذه القضية ان تكون باعثا للتوتر والقلاقل حيث جماهيرنا في غنى عنهما، فعلى الجميع ان يدرك ان مواجهة الخطر الناجم عن الهوائيات يخدم مصلحة الجميع وصحة الجميع. والهبة الجماهيرية لازالة الهوائيات التي انطلقت في كثير من الاماكن في عسفيا والدالية وكفر ياسيف وحرفيش وحيفا ومجد الكروم وغيرها، وبمشاركة عابرة لهويات الانتماء المختلفة مبعثها القلق من المخاطر التي تتهدد حياة الناس وهدفها الوقاية وصيانة صحة الناس، كل الناس. و "الاتحاد" هذا المنبر الكفاحي وسلاح الجماهير في معاركها العادلة، تعتبر نفسها جنديا في المعركة لصيانة صحة الناس ولازالة الخطر الذي تسببه هذه الهوائيات ومن اجل ازالتها.

الأثنين 24/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع