لم يخب ظننا بك يا بوش!

عشية لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس(ابو مازن) بالرئيس جورج دبليو بوش في واشنطن، أكدنا في تعليق لنا، وفي هذه الزاوية، اننا غير متفائلين بان يتمخض عن هذا اللقاء اية نتائج جدية تصب في مصلحة القضية الوطنية الفلسطينية العادلة، او تعكس تغيرا ملحوظا في الموقف الامريكي الرسمي المنحاز الى جانب موقف حليفه الاستراتيجي الاسرائيلي العدواني. ولم يخب حدسنا وتقييمنا وظننا بالموقف الامريكي حتى قبل انتهاء محادثات الرئيس الفلسطيني مع بوش وغيره من المسؤولين الامريكيين. فما ورد في تصريحات الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش خلال استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن احتمال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الى ما بعد انتهاء ولاية رئاسته، يعتبر ليس فقط تراجعا عن تصريحات سابقة له ولعدد من المسؤولين الامريكيين في ادارته، ليس فقط تراجعا عن خطة الطريق التي بادر اليها بوش نفسه، بل كذلك فان هذا الموقف يمثل مواصلة الانحياز السافر الامريكي الرسمي الى جانب العدوانية الاسرائيلية وموقف حكومة شارون- بيرس التي تحاول ان تكون اعادة الانتشار في غزة وشمال الضفة الغربية نهاية المطاف والتهرب من تنفيذ الالتزامات التي حددها المجتمع الدولي وتفاهمات شرم الشيخ وفي مقدمتها وقف النشاطات الاستيطانية وهدم جدار الضم والعزل العنصري والانسحاب من جميع المدن والمناطق التي اجتاحها جيش الاحتلال الاسرائيلي تمهيدا للانسحاب الشامل من كافة المناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين.
لم يخب ظننا بان بوش يتقمص مواقف حليفه الاستراتيجي في العدوان، أرئيل شارون، ويعرضها بلسانه كإملاءات على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. يتقمص موقف شارون فيما يتعلق بتجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح والتي يطلق عليها كنية "العصابات المسلحة الارهابية" وذلك بهدف نسف قواعد الاستقرار على الساحة الفلسطينية وتفجير بؤر التوتر والصراع بين الفلسطينيين فيما يواصل المحتل الاسرائيلي مسابقة الريح في خلق الوقائع الكولونيالية على الارض الفلسطينية المحتلة، من استيطان وتهويد وجدار ضم وعزل تمهد الطريق لضم غالبية الضفة الغربية الى اسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة.
لم يخب ظننا بك يا بوش وبمواقف ادارتك المعادية للحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية المسنودة بقرارات الشرعية الدولية، كما لم يخب ظننا، ولنا كل الثقة بمواقف القيادة الشرعية الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف ولن تتراجع حتى لو تجّمع كل المجرمين من بوش وشارون وخدامهم.

الأحد 23/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع