طبتك مفضوحة يا شمعون بيرس!

يبرز من ممارسات حكومة الكوارث الشارونية- البيرسية ان هنالك تقاسما وظائفيا في الاعمال الاجرامية بين رئيس الحكومة ارئيل شارون، وبين نائبه شمعون بيرس رئيس حزب "العمل". فوفقا لهذا التقاسم الوظائفي يقود شارون دفة تجسيد برنامجه الاستراتيجي لتمزيق اوصال الوحدة الاقليمية للمناطق الفلسطينية المحتلة منذ السبعة والستين من خلال زرع الدرن السرطاني الاستيطاني وبناء جدار الضم والعزل العنصري، وذلك بهدف منع قيام دولة فلسطينية ذات مقومات طبيعية قابلة للحياة والتطور، حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الوطني والشرعي بالدولة والقدس والعودة. اما شمعون بيرس، خادم سياسة شارون الكارثية فان مهمته، حسب تقاسم الادوار تتمحور حول ترسيخ اقدام السياسة التمييزية العنصرية المعادية للمواطنين العرب في اسرائيل، للاقلية القومية العربية الفلسطينية في وطنها الذي اصبح وطنا مشتركا منذ نكبة الثمانية والاربعين التي لم تندمل جروحها النازفة دما حتى يومنا هذا. فأرئيل شارون سلم نائبه شمعون بيرس مفاتيح قيادة ومسؤولية ما اطلقت عليها حكومة الكوارث "خطة الطوارئ لانقاذ وتطوير النقب والجليل"، التي مدلولها السياسي تفوح منه رائحة العنصرية السافرة والنتنة. فهذه الخطة تتحدث عن برمجة توطين واستيطان اكثر من مليوني ومئة الف يهودي جديد في النقب والجليل، اما بالنسبة لاهل النقب والجليل من المواطنين العرب، فان وضعهم على خارطة التطوير التي يحتضنها شمعون بيرس، "مالطة يوك" كأنه لا وجود لهم، فالخطة لا تشمل أي قرية او بلدة عربية، لا في الجليل ولا في النقب. ولا يقتصر امر السياسة العنصرية على تجاهل حق المواطنين العرب بالتطور، الذي  ينبع من حق مواطنتهم،  بل الانكى والاخطر من ذلك ان خطة بيرس الحكومية مأساوية بمدلولها وتؤلف خطرا جديا على وجود وتطور المواطنين العرب في النقب والجليل. فتجسيد هذه الخطة مبني ايضا على تهجير العرب، اهالي القرى العربية غير المعترف بها حكوميا من اماكن سكناهم ومصادرة ونهب اراضيهم بهدف تهويدها باقامة المستوطنات والمزارع اليهودية.
ان خطة التهويد العنصرية البيرسية- الشارونية تستنفر، ويجب ان تستنفر، جميع القوى اليهودية والعربية، من انصار حقوق الانسان والمواطن وانصار التعايش الحقيقي القائم على المساواة القومية والمدنية، الجماعية والفردية بين شعبي هذه البلاد، للتحرك وتصعيد الكفاح السياسي الجماهيري ضد هذه الخطة العنصرية المعادية لوجود وتطور المواطنين العرب.
أكدنا ونؤكد دائما اننا لسنا ضد خطط تطوير الجليل والنقب وجميع مناطق البلاد، ولكن بشرط ان يخدم هذه المخطط مصالح جميع سكان كل منطقة، وبغض النظر عن هوية الانتماء القومي والطائفي، ولكن خطة، كخطة بيرس تقوم على اساس تطوير عنصري، لليهود فقط وعلى حساب العرب، فهذه عنصرية ابرتهايدية مرفوضة وتستدعي مقاومتها لافشالها ودفنها.
الجمعة 21/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع