هل سيلقى تجاوبا مع مطالب الشعب الفلسطيني العادلة؟
لقاء ابو مازن – بوش

من المنتظر ان يلتقي اليوم الخميس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بالرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، في واشنطن للتداول والتباحث حول ماذا بعد اعادة الانتشار الاسرائيلي في غزة وشمال الضفة الغربية.
ووفقا لما يتسرب من داخل اروقة "البيت الابيض" من انباء على لسان المحيطين بمركز القرار في الادارة الامريكية، فانه لا باعث للتفاؤل المبالغ فيه عمّا سيتمخض عن لقاء عباس – بوش. فالرئيس الامريكي سيعود الى ترديد الانغام النشاز لاسطوانة الموقف الاسرائيلي الرسمي الذي مدلوله السياسي فرض الاملاءات والشروط على السلطة الفلسطينية بهدف عرقلة أي تقدم باتجاه استئناف المفاوضات السياسية الاسرائيلية – الفلسطينية، للتقدم بعد فك الارتباط في غزة. فالرئيس الامريكي سيضغط على الرئيس الفلسطيني للسير باتجاه قبول الاملاءات الاسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالموقف من سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية ومن البنى التحتية لهذه الفصائل. سيدعي الرئيس الامريكي ان السلطة الفلسطينية لا تعمل بما فيه الكفاية لمواجهة حماس والجهاد الاسلامي وغيرهما، وانه لا مفر من تجريد حماس وباقي الفصائل الفلسطينية من السلاح وتفكيك بناها التحتية حتى تكسب السلطة رضا الادارة الامريكية ورضا حكومة الاحتلال الاسرائيلي. وان الادارة الامريكية مستعدة لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وممارسة الضغط على حكومة شارون – بيرس اذا اتخذت السلطة الفلسطينية خطوات جدية في محاربة حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية. والادارة الامريكية قد تعارض الاملاء الاسرائيلي بعدم السماح لحماس المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في شهر كانون الثاني المقبل، ولكن بشرط ان تلتزم حماس وتتعهد بوقف أي عمل مسلح وبتفكيك بنيتها العسكرية!!
وهدف بوش يتطابق مع هدف شارون بعدم الخروج من "الخانة الامنية" والانتقال الى الخانة السياسية، والهاء الفلسطينيين بانفسهم وكأن القضية المركزية ليس وجود احتلال غاشم وشعب يرزح تحت وطأته الاجرامية، بل هي قضية "ارهاب فلسطيني" يهدد الامن الاسرائيلي!!
ان الرئيس الفلسطيني سيطرح على طاولة الادارة الامريكية مطالب الحق الوطني الشرعي الفلسطيني، سيطالبه بالضغط على حليفه الاستراتيجي الاسرائيلي لتنفيذ التزاماته حسب ما اتفق عليه في تفاهمات شرم الشيخ، بوقف الهجمة الاستيطانية الجديدة لتهويد القدس الشرقية وغور الاردن، وقف بناء جدار الضم والعزل، فتح المعابر بين القطاع والضفة ومعبر رفح، واطلاق سراح اسرى الحرية الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي. كما سيطالب الرئيس الفلسطيني ادارة عولمة الارهاب والجرائم الامريكية ان تجسد على ارض الواقع التزامها باقامة دولة فلسطينية مستقلة، الامر الذي يعني ممارسة الضغط على حليفها البلطجي العدواني العربيد لاستئناف المفاوضات حول الحل الدائم وتجسيد خطة خارطة الطريق كخطوة نحو التسوية الدائمة التي تنصف الشعب الفلسطيني حقه بالدولة والقدس والعودة.
والسؤال، هل سيلقى الرئيس الفلسطيني من الادارة الامريكية تجاوبا مع مطالب الشعب الفلسطيني العادلة؟ نشك في ذلك!!
الخميس 20/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع