هرولة دواجن القن الامريكي

هلّلت وسائل الاعلام الاسرائيلية المختلفة، امس واول امس، "للانطلاقة التاريخية" و "سقوط الجدار الحديدي" على ساحة العلاقات بين اسرائيل والدول الاسلامية. قبل حوالي شهر كانت هذه "الانطلاقة" تتمثل بتطبيع العلاقات الاسرائيلية – الباكستانية واحتمال اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين! والانطلاقة الجديدة تتجسد في احتمال اعتراف افغانستان بدولة اسرائيل واقامة علاقات دبلوماسية معها! وان صنيعة الامريكان وخادمهم في افغانستان، حميد كرزاي اعلن في مقابلة اجرتها معه مراسلة "يديعوت احرونوت" اورلي ازولاي تحدث عن احتمال اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، وان هذا ممكن عندما يكون هناك تقدم في العلاقات الاسرائيلية مع الفلسطينيين.
نود في هذا السياق تأكيد امرين اساسيين، الاول، ان القضية الاساسية تكمن ليس في عدم اعتراف الدول الاسلامية والدول العربية باسرائيل كدولة بقدر ما هي عدم الاعتراف باسرائيل العدوان والاحتلال  التي تغتصب الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية وتحرم الشعب الفلسطيني من حقه الشرعي في الحرية والاستقلال الوطني. وكان عدم الاعتراف باسرائيل وعدم اقامة علاقات دبلوماسية – سياسية معها، أي امتشاق سلاح المقاطعة السياسية كوسيلة تضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، ووسيلة ضغط على اسرائيل الرسمية لحملها على الاقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية.
والثاني، انه رغم المقاطعة العلنية للعديد من الانظمة في الدول الاسلامية لاسرائيل، الا انها كانت تقيم في السر مع اسرائيل علاقات متعددة الجوانب. فكل من كان يقاقي في القن الامريكي ويدور في فلك خدمة المصالح والاستراتيجية العدوانية الامريكية، من انظمة عربية واسلامية، فانها في عصر استراتيجية عولمة ارهاب الدولة المنظم الامريكية، يهرول اليوم لاخراج العلاقات مع اسرائيل من دهاليز السرية الى العلنية السافرة. فالنظام الباكستاني يقيم علاقات مع اسرائيل "غير معلنة" منذ سنوات طويلة، في المجال العسكري والنووي وغيره. ومنذ الاحتلال الامريكي لافغانستان فان دواجن النظام الافغاني على علاقة وثيقة، متعددة الجوانب مع اسرائيل والعدوان والاحتلال. ولا تخفي وسائل الاعلام الاسرائيلية الحديث عن لقاءات كثيرة تمت بين دبلوماسيين اسرائيليين وافغان، وعن لقاءات دمية امريكا في افغانستان، حميد كرزاي بشمعون بيرس والجاسوس الذي اصبح وزيرا في اسرائيل، نتان شيرانسكي.
ما نود تأكيده ان هرولة بعض انظمة الخمة العربية، من دواجن القن الامريكي، لتطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل الحل الدائم لقضية ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال شجع ويشجع انظمة بعض الدول الاسلامية على الهرولة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل العدوان.
هذا اضافة الى استغلال ادارة بوش لخطة اعادة الانتشار في غزة لشد الرسن حول رقبة عملائها ودفعهم الى طوالة التطبيع مع اسرائيل. ونترك محاسبة انظمة الدواجن لشعوبها، التي تمهل ولا تهمل.
الأثنين 17/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع