مـيـاه بـاردة عـلى أقـفـيـتـهـم

ما يدور اليوم من حملة تحريضية حول انتحار وزير الداخلية السوري، غازي كنعان، يشبه من حيث المدلول السياسي الحملة التحريضية ضد النظام السوري بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري. فقد سارع من يخطط لتدجين لبنان وشعب لبنان في حظيرة المخطط الاستراتيجي الامريكي – الاسرائيلي ولزرع بذور الفرقة والفتنة الطائفية المدمرة وبعد مقتل الرئيس رفيق الحريري الى توجيه اصبع الاتهام بارتكاب هذه الجريمة النكراء الى النظام السوري وتحميله المسؤولية الكاملة عنها!
ونذكر كيف انطلق اعوان وعملاء اسرائيل وامريكا وفرنسا من اوكار التآمر في حملة تحريضية هستيرية هوجاء ضد سوريا وكأنها مصدر المصائب في لبنان والعالم العربي وليس اسيادهم المجرمون. وسريعا ما انكشف البعد الاستراتيجي التآمري لحملة التحريض ضد سوريا وضد المصالح الحقيقية للشعب اللبناني. فتحت يافطة تحميل سوريا المسؤولية عن مقتل الحريري، استغل المتآمرون دماء الحريري بهدف تغيير موازنة الصراع داخل لبنان لترجيح كفة خدام امريكا واسرائيل وفتح ابواب لبنان على مصاريعها للتدخل الامريكي الفظ والسافر في الشأن الداخلي اللبناني، وتجنيد مكابس الضغط على النظام السوري لتدجينه في حظيرة خدمة الاستراتيجية الامريكية – الاسرائيلية للهيمنة في المنطقة. وليس من باب المبالغة انه بعد خروج الجيش السوري من لبنان "للتخلص من الهيمنة السورية" وضمان استقلالية القرار اللبناني، فان السفيرين الامريكي والفرنسي وخاصة السفير الامريكي المصحوب بمبعوثين امريكيين رسميين، يسرحون ويمرحون في لبنان، قد اصبحوا "الحاكم بأمره" في لبنان. وتواصل التحريض المنهجي ضد النظام السوري، من قبل ادارة بوش وحكومة شارون واقزام الرجعية العربية من خدامهما بالرغم من اقامة لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جريمة مقتل الحريري والكشف عن الوجه الحقيقي لمرتكب هذه الجريمة. واليوم وبعد ان رسخ المتآمرون اقدام التدخل الاجنبي في الشأن الداخلي في لبنان وتحت راية العداء لسوريا فان ما يتسرب من تقرير لجنة التحقيق الدولية من معطيات يرش عمليا المياه الباردة على اقفية جميع من وجه اصابع الاتهام المباشر الى النظام السوري وتحميله مسؤولية ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري. فما نقله السكرتير العام للامم المتحدة، كوفي عنان الى الادارة الامريكية والحكومة البريطانية من معطيات التقرير تؤكد ان النظام السوري غير متورط في جريمة مقتل الحريري! وان اتهام سوريا لم يكن – كما اكدنا، الا وسيلة استغلت لايصال لبنان الى ما وصل اليه اليوم. واليوم تحاول نفس اوكار التآمر، في لبنان وواشنطن وتل ابيب، توجيه الاتهام الى النظام السوري وتحميله مسؤولية انتحار وزير الداخلية السوري!! فهل كان الوزير الذي خدم كمسؤول امني كبير في لبنان ردحا طويلا من الزمن متورطا في جريمة اغتيال الحريري وسيكشف التقرير عن دوره، او انه كان على علم بمعلومات لم تتوصل اليها لجنة التحقيق او تكتشفها! اسئلة عديدة سيستغلها اعداء سوريا ولبنان بهدف التحريض على النظام السوري، ولكن الحقيقة تبقى اقوى من ارباب التحريض والاكاذيب وستخترق بنورها غيومهم السوداء.
الجمعة 14/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع