نداء الاتحاد وستون وردة

ها هي صحيفتكم- الاتحاد- تضيء شمعة اضافية لتبدأ عاماً جديداً واملاً جديداً وما زالت شابة في العطاء والتضحية، متغلبة على كافة الصعاب والعراقيل التي وضعت في طريقها، غير آبهة بالاشواك التي زُرعت في دربها، منتصبة كالمارد في وجه كل الاقزام والسماسرة، رافعة راية الكفاح والنضال والتعايش اليهودي العربي المشترك في هذه البلاد، مستلهمة افق العمل من برنامج وخط حزبها الشيوعي، لا تركع امام الضغوط السلطوية والمؤامرات التي تحاك ضدها، ولا تتراجع قيد انملة امام الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تؤثر بشكل سلبي على الصحيفة ايضاً، لا تهادن على موقف ولا تساوم على قرار من اجل حفنة من الفضة، تحافظ على شكلها ولونها المتميز في عصر الالوان والاشكال، ما لانت لها قناة ولم ولن "تنبطح" امام اغراءات السلطة من وعودات وتكرمات وغزل مبطن، لم تنبهر امام دولارات العم سام ولا امام الين واليورو، لم تبع شرفها ولا ضميرها يوماً، بل كانت شرف الناس، كل الناس الطيبين الصادقين المناضلين، وكانت ضميرهم الحي في كل المحافل المحلية والدولية، فضميرها من ضمير شعبها الاصيل، هذا الشعب الذي انجب قادة ومناضلين- فضل دياتها- تخرج من مدرستها وترعرع ونما فيها ومعها وها هو يملأ البلاد طولاً وعرضاً من كتّاب، انجبت ادباء وشعراء وصحفيين، حملها فنانون ومبدعون واكاديميون، عمال وفلاحون، هذا الرعيل الذي "خشب" يوم كان يعز "التخشيب" والصمود والنضال وليس كما تشهد اليوم من نضال الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى، المرئية منها وغير المرئية.
عصفت بها رياح عاتية كادت ان تزعزع اركانها وجذورها لولا ايمانها الراسخ وشرايينها الممتدة في اعماق اعماق هذا الوطن، ابت الا ان تبقى صامدة شامخة راسخة. مستمدة صمودها من صمود هذا الشعب ومؤمنة ببرنامج العدالة الاجتماعية والنضال اليهودي العربي المشترك في هذه البلاد.
فالى كل هؤلاء، اليكم انتم اينما كنتم، في المدارس والجامعات، في الحقول والجبال، في ساحات النضال وفي كافة مواقع العمل والى كل ناسنا واهلنا الشرفاء والوطنيين الصادقين، الى كل من يعز عليه تاريخ "الاتحاد" ومسيرة "الاتحاد" ومستقبل الاتحاد، والى كافة الرفاق والاصدقاء، القابضين على جمرة التصدي وعصا الترحال والصمود في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه، ان هاتوا ايديكم، وهاتوا اقلامكم، وضعوا امكانياتكم المعنوية والمادية في دعم وتقوية مسيرة الاتحاد.
نعم فلنسدد اشتراكاتنا لهذه الصحيفة في كل مكان وزمان لانها ولأننا بحاجة لهذه الاشتراكات، ولنفي بالتزاماتنا تجاهها يوم فتحت صدرها وصفحاتها لاعلاناتكم وتهانيكم، لافراحكم واتراحكم، لكي تقوم هي ايضاً بالايفاء بالتزاماتها تجاه العاملين في اسرة الاتحاد واطفالهم ولقمة خبزهم وحليبهم، تجاه مستقبل ابنائهم، ابنائكم.
فلنشحذ اقلامنا وهممنا ونساهم ولو بشكل متواضع في الكتابة والمقالات والخواطر، "لنميل" على مكاتبها ونشرب فنجان قهوة معها في الصباح، وهل اروع من ان تبدأ نهارك بفنجان قهوة مع "الاتحاد"؟
ومن هنا نؤكد ان من له شعب مثل هذا الشعب ومن وقف ضد كل مؤامرات الترحيل والعدمية القومية، من تحدى مقولة السلطة: "حطابون وسفاة ماء" حتماً سينتصر وسيصل الى هالة الشمس وشاطيء الحرية وسيرفع مشعل "الاتحاد" الى الاعالي.
احبائنا هه قلعة من قلاع شعبنا فلنحافظ عليها ولنحمها برمش العين ونحملها على اكف الراح، ولنردد معاً:
"الاتحاد" اكليل غار للأوفياء واكليل شوكٍ للاعداء.
(الناصرة)
بقلم: نادر سروجي


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع