أفضل مساعدة تقدم انهاء الاحتلال الغاشم

ما ان اعلن عن تحديد موعد للقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة اسرائيل ارئيل شارون وذلك يوم الثلاثاء القادم في القدس، حتى بدأت تتسرب من الدوائر المقربة من رئيس الحكومة ان شارون "يريد مساعدة" ابو مازن والسلطة الفلسطينية في مواجهة حماس!! وان هذه "المساعدة" تتجسد في تقديم "حزمة من التسهيلات" سيجري التداول حولها اثناء لقاء شارون المرتقب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويجري بلورتها في لقاء صائب عريقات مع دوف فايسغلاس الذي جرى اليوم. وقد نشرت وسائل الاعلام المختلفة امس تفاصيل هذه التسهيلات، مثل اطلاق سراح بعض سجناء الحرية الفلسطينيين، ازالة الحواجز التسهيل حركة الفلسطينيين بين المدن، وقف عمليات اغتيال وتصفية ناشطين فلسطينيين، فتح المعبر بين الضفة والقطاع والمعبر رفح، عدم ملاحقة المحتلين لمطلوبين فلسطينيين، ازالة بؤر استيطانية هشة "غير قانونية" و "غير شرعية"، عودة المبعدين قسرا الذين هجرهم المحتل من الضفة الى القطاع...
اننا من اجل رفع المعاناة عن شعب الانتفاضة ووقف والغاء مختلف الاجراءات الاجرامية التي يمارسها المحتل الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، ولكننا نود تأكيد امرين اساسيين مترابطين عضويا وهما" اولا، ان هذه "التسهيلات" التي يجري الحديث عنها تضمنتها تفاهمات قمة شرم الشيخ الرباعية التي عقدت قبل عدة اشهر بمشاركة مصر والاردن والسلطة الفلسطينية وحكومة اسرائيل وتحت المظلة الامريكية وماطلت حكومة الاحتلال والاستيطان الشارونية البيرسية في تنفيذها حتى يومنا هذا!
والامر الثاني، ان حكومة شارون – بيرس تقدم هذه التسهيلات ليس من منطلق الرحمة بشعب مارست ولا تزال تمارس ضده مختلف الجرائم الهمجية، بل على امل ان تساعدها هذه الاجراءات على ابتزاز تنازلات سياسية من السلطة الوطنية ومن محمود عباس، الضغط على السلطة لتفجير بؤرة الصراع الدموي واغراق الساحة الفلسطينية بدماء الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني تحت يافطة تجريد فصائل المقاومة الفلسطينية، "منظمات الارهاب الفلسطينية، على حد تعبير المحتل من السلاح، وخاصة حماس والجهاد والجبهة الشعبية وغيرهم.
ان ما يهدف اليه شارون وادارة بوش من لقاء شارون – عباس، وبوش – عباس بعد اسبوع من لقاء عباس – شارون، ليس ابدا التداول حول استئناف العملية التفاوضية السياسية للتقدم في مفاوضات الحل الدائم بعد خطة الانتشار في غزة، بل التركيز حول تخفيف مؤقت للعبء الاحتلالي عن كاهل معيشة وحياة الفلسطينيين واستغلال ذلك لدفع عجلة المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي – الاسرائيلي ضد شعوب وبلدان المنطقة.
لنا كل الثقة بحكمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يدرك جيدا ان افضل مساعدة تقدم له ولشعبه هو التخلص من قيود الاحتلال وانجاز الحق الوطني الفلسطيني بالتحرر والدولة والقدس والعودة.
الجمعة 7/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع