حتى لا تذهب الصرخة العادلة سدى!

حدث لا تقتصر اهميته داخل حدود قرية كفر ياسيف، بل يكتسب اهمية كبيرة بالنسبة لجميع مدننا وقرانا العربية. فامس السبت، وفي تمام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وبدعوة من مختلف الهيئات الشعبية والتيارات السياسية والمجلس المحلي في كفر ياسيف، انطلقت مظاهرة احتجاجية جبارة شارك فيها اكثر من ثلاثة الاف متظاهر، من القيادات المحلية، السياسية والدينية، من الرجال والنساء والشباب والشبان، من الطلاب وطالبات مدارس القرية، وجابت مختلف شوارع وحارات القرية مرددة الشعارات التي تستنكر وتدين مقتل الطفل الكفرساوي حامد عبدالله الذي كان في حضن والده في احد الاعراس وطالت روحه وجسده رصاصة طائشة اصابت منه مقتلاً.
لقد اطلق المتظاهرون صرختهم الجماعية المدوية مطالبين بعدم اطلاق الرصاص بجميع انواعه وكذلك المفرقعات بجميع انواعها في الاعراس والمناسبات السعيدة، في الاعياد وحتى في حفلات الطهور والعماد، فكم من مناسبات الافراح تحولت نتيجة اطلاق الرصاص الى اتراح وكم من اعراس تحولت الى مآتم. فهذه العادة السيئة المخضبة بدماء الابرياء قد تحولت الى ظاهرة مرعبة تنذر بالمآسي في عدد كبير من مدننا وقرانا العربية وآن الأوان لمواجهتها واقتلاع جذورها من مختلف اعراسنا وافراحنا ومناسباتنا السعيدة التي قل ما تفرح قلوبنا، قلوب جماهيرنا في هذه الاوضاع الكارثية المؤامرة بسواد الاحداث التي نمر بها على ساحة التطور والاحداث في بلادنا ومنطقتنا وعالمنا.
حتى لا تذهب هذه الصرخة سدى فاننا لا نكتفي بالتوجه الى جميع جماهيرنا العربية في مختلف المدن والقرى العربية وفي المدن المختلطة بالطلب من اصحاب الافراح بمنع حاملي الاسلحة، المرخصة وغير المرخصة من اطلاق الرصاص، فافراحهم، افراحكم، افراحنا ستكون اكثر بهجة وسرورا بدون زفة زخّات الرصاص. اننا لا نكتفي بذلك، بل نطالب السلطة واذرعتها المختلفة بمصادرة السلاح المرخص وغير المرخص المتواجد بكثرة في مدننا وقرانا، خاصة منذ ان ابتلت جماهيرنا العربية بقطعان العملاء الداشرة الذين هربهم المحتل من غضب شعبهم ووطن هؤلاء الخونة النذال في القرى والمدن العربية، وفي المدن المختلطة. فنضالنا لتنظيف مدننا وقرانا من دنس مزابل العملاء والاوغاد والمجرمين ومن وجودهم غير المرغوب به بين ظهرانينا.
اننا نضم صوتنا التضامني مع المتظاهرين في كفر ياسيف، نشارككم الصرخة الجماعية: أن لا لاطلاق الرصاص في الاعراس ومناسبات الافراح، وان على الشرطة مصادرة الاسلحة من مدننا وقرانا العربية، ان لا لمختلف اشكال العنف ولا مفر من مواجهة جميعها.
الأحد 2/10/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع