النضال اثمر بتراجع حماة القتلة المجرمين

أعلن رئيس لجنة ماحش والمستشار القضائي للحكومة عن اعادة التحقيق في ملف المجرمين المتهمين بالمشاركة في جريمة قتل ثلاثة عشر شابا عربيا من المواطنين العرب ابان هبة جماهيرنا في اكتوبر الفين احتجاجا على مجزرة القدس والاقصى التي ارتكبها جنود الاحتلال الاسرائيلي. واعادة التحقيق في ملف المجرمين القتلة الذين برأت لجنة ماحش ساحتهم وشرعن المستشار القضائي للحكومة، مزوز، ما قررته لجنة ماحش بطمس جوهر القضية وبالتغطية على المجرمين القتلة وتحريرهم من نيل العقاب الذي يستحقونه، اعادة التحقيق لم يكن مرده استفاقة وصحوة ومحاسبة الضمير الانساني لدى رئيس واعضاء لجنة ماحش ولدى المستشار القضائي للحكومة، مزوز، بل كان نتيجة للضغط المتواصل، متعدد الجوانب لشعب يؤمن بان نضاله لن يضيع حقا وراؤه مطالب. فجماهيرنا العربية وعلى مختلف مستوياتها والوان طيفها السياسي، رفضت رفضا قاطعا النتائج التي توصلت اليها لجنة ماحش بان تبقى الجريمة بدون مجرمين، وان لا تقدم لوائح اتهام ضد المجرمين القتلة الذين توصمهم الحقائق الدافعة بعار الجريمة ودانتهم واشارت اليهم لجنة اور باصابع الاتهام. ولم تكتف بموقف اعلان الرفض لقرارات تشرعن عمليا هدر دم العربي واستباحة قتلة لمجرد استعمال حقه الدمقراطي والانساني الاولى بالتعبير عن رأيه بالتظاهر احتجاجا على جريمة ترتكبها السلطة واذرعها القمعية، بل انطلقت الى حلبة الكفاح السياسي – الجماهيري وحتى القضائي والى الرأي العام العالمي مؤكدة ان دم الشهداء لن يذهب هدرا، وانه لا مفر من معاقبة المجرمين القتلة. انطلقت الكفاحات الشعبية، التظاهرات الشعبية في مختلف مناطق ومدن وقرى بلادنا تدين قرارات ماحش وتطالب بمعاقبة القتلة المجرمين، تظاهرات عائلات الشهداء ضحايا جريمة القتلة تطالب ان يحكم العدل بمعاقبة المجرمين، الاجراءات الكفاحية التي اقرتها وبدأت بتنفيذها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، من المؤتمرات الصحفية الى الاضراب عن الطعام للنواب والقيادات العربية امام مبنى رئاسة الحكومة في القدس، الى نشاط "عدالة" وتوجهها الى المحكمة العليا طلبا للعدل والانصاف التي غربتهما لجنة ماحش بقراراتها التعسفية العنصرية. فضح الدمقراطية الاسرائيلية المزيفة في ظل "دولة تقتل مواطنيها" ونظام يوفر التغطية للمجرمين القتلة المشحونين بالعداء والكراهية للعرب وللدمقراطية.
ان اعادة التحقيق ثانية مع المجرمين القتلة يعتبر مكسبا سياسيا له مدلول سياسي هام، انه يعكس حقيقة ان نهج الكفاح السياسي، حول مطلب عادل، قضية عادلة، المسنود باوسع وحدة صف جماهيرية كفاحية، ومن مختلف الوان الطيف السياسي والاجتماعين وبخطاب حكيم للشعب الآخر وللرأي العام العالمي، مثل هذا النهج يحقق المكاسب ويحشر السلطة الظالمة في الزاوية ويلزمها على التراجع عن بعض مظالمها. ونحن نؤكد هذه الحقيقة اليوم، خاصة وان المواطنين العرب، الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل، بحاجة اليوم، واكثر من أي وقت مضى، الى تعزيز وحدة الصف الكفاحية والى تعزيز وحدة صف الكفاح المشترك اليهودي العربي لمواجهة المخططات القهرية التمييزية والعدوانية التي تخططها وتمارسها حكومة التمييز والعدوان الشارونية – البيرسية. فبالنضال السياسي – الجماهيري الحكيم نحقق العديد من المكاسب.
الجمعة 30/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع