رغــم الـتـصـعـيـد،
سـيـفـشـلــون!

مع تواصل التهديدات والغارات والاغتيالات الاسرائيلية، ورفض دعوات التهدئة، تتأكد من جديد سلة الدوافع التي جعلت الجنرال شارون يطرح وينفذ مشروعه الانسحابي من غزة، وهي سلة مليئة بالكثير من الثمار الفاسدة.
لقد ارادوا دفع ثمنٍ ما في غزة بهدف تكريس سيطرة احتلالية استيطانية في مواقع واسعة من الضفة الغربية.
لكن الشعب الفلسطيني يرفض!
ان شارون علّم الجميع عبر مختلف الترجمات الدموية لطروحاته، انه غير مستعد لاعتماد رؤية سياسية لا تقوم على الجدران والخطوات احادية الجانب. انه لا يزال أسير التوغلات والاجتياحات والدبابات وفرض الامر الواقع بالبنادق.
وهو الآن بعد تأجيل يوم غيابه السياسي القادم لا محالة، حسب نتائج اجتماع مركز حزبه، الليكود، ينفلت عنفا ودموية وتهديدا.
مع ذلك، وفي ترجمة للصوت الفلسطيني المتمسك بحقه، فمهما كانت فترة حكم شارون قاسية ودموية ومحبطة يجب التذكر دوما انه يملك اجلا سياسيا محتوما. لن يكون شارون للأبد، ولا الاحتلال بالتالي. وحتى لو كانت دوافع ورثته كدوافعه، فإنه سيظل من الصعب تكريس الاحتلال على شعب يرفض الانكسار. وما أخلاه من مواقع فلسطينية سيكون وسيلة تذكير بان استمرار الاحتلال حتى بقيادة الجنرال الأعنف هو أمر غير وارد.
لقد حذرنا من أن ذلك الانسحاب كلمة مضللة. مع ذلك، وبسبب ذلك، يجب اعادة التأكيد أن ما يجري الآن ما هو الا اعادة صياغة أو ترتيب أوراق الاحتلال . ليس أوراقه بل دباباته! وهو – شارون- يجب ان يعلم انه رغم مواصلته لعبة التجزئة وتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية والقضية الفلسطينية، فإن هذا لن يجلب هدوءًا.
ويجب ان يعرف ان هناك حدودا للقوة حتى لو استثمر جرائم بقنابل بوزن طن من المتفجرات التي تطلقها طائرات "اف - 16" على الاحياء السكنية.
يجب أن يعلم أن كل سجله الاجرامي لم يكسر هذا الشعب في السابق، ولن يكسره مهما فعل!

(الاتحاد)

الأربعاء 28/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع