اليوم يحسم مصير حزب الليكود الممزق

بدأ امس الاحد اجتماع مركز حزب الليكود باستعراض مواقف كل من المعسكرين، معسكر ارئيل شارون ومعسكر بنيامين نتنياهو. وقد عكست كلمات المتحدثين من كلا المعسكرين مدى التمزق الحاصل في هذا الحزب السلطوي الذي قد يحسم اليوم، الاثنين، بانقسام بدأت تبرز معالمه. فالهدف المعلن من وراء عقد مركز الليكود هو تقريب، او عدم تقريب موعد الانتخابات الداخلية (البرايمرز) في الليكود لانتخاب رئيس للحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة في الانتخابات المقبلة للكنيست، التي يحتمل تقريب موعدها. فمعسكر شارون – اولمرت – موفاز يرى في دعوة معسكر نتنياهو – لينداو لتقريب موعد البرايمرز مناورة مخططة للاطاحة بارئيل شارون وتنصيب نتنياهو مكانه رئيسا للحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة. ولا يخفي نتنياهو ومعكسره الذي يصطف حول حظيرته مختلف القوى المعارضة لخطة اعادة الانتشار في غزة، اعضاء المركز من "المتمردين" على شارون وايتام ارض اسرائيل الكبرى والعناصر الفاشية العنصرية اليمينية المتطرفة، لا يخفي هؤلاء، ويصرحون علنا ان هدفهم الاطاحة بشارون وبنهج الانسحاب من أي شبر ارض فلسطينية محتلة. واكثر من ذلك فان نتنياهو ومعسكره وبدعم وتأييد من احزاب المستوطنين وارض اسرائيل الكبرى المفدال وهئيحود هلئومي وغيرهما، قد بدأوا الحديث واجراء الاتصالات لتجنيد 61 عضو كنيست لاقامة حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو في الكنيست الحالية تطيح بحكومة شارون – بيرس – موفاز. ولهذا فان الاحتمال الكبير انه اذا نجح معسكر  نتنياهو في اجتماع المركز اليوم بالحصول على الاغلبية المطلقة من اصوات الاعضاء لتقريب موعد البرايمرز فان معسكر شارون سينسحب من الليكود ويتجه لاقامة حزب جديد وتكتل جديد.
نحن لسنا من انصار شارون ومعسكره وحكومته، بل من المناضلين ضد جرائمها السياسية والاقتصادية – الاجتماعية ومن اجل اسقاط هذه الحكومة الكارثية وسياستها الاجرامية، ولكننا نرى في نتنياهو ومعسكره خطرا كارثيا سياسيا واجتماعيا وعلى الدمقراطية. وقد يؤلف الانقسام في الليكود معلما ايجابيا قد يؤدي الى تغييرات في بنية الخارطة الهيكلية الحزبية – السياسية وموازنة قوى في غير صالح معسكر قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الذي يقف اليوم بنيامين نتنياهو على رأسه، موازنة قوى جديدة في مركزها يمين الوسط تدفع باتجاه تحريك العجلة نحو التسوية السياسية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، موازنة تخلق مناخا افضل للنضال من اجل التسوية العادلة لانجاز الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والاستقلال الوطني، بانهاء الاحتلال وتجسيد الحق الوطني الفلسطيني بالدولة والقدس والعودة.

الأثنين 26/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع