أوقفوا التصعيد العدواني على قطاع غزة

شهدت احداث امس وأول امس تصعيداً مجدداً للعدوان الاسرائيلي على مدينة غزة وشمال القطاع. والادعاء الاسرائيلي ان الدافع لهذا التصعيد هو الرد على صواريخ وقذائف يطلقها الفلسطينيون، حماس والجهاد الاسلامي على سديروت وغيرها داخل اسرائيل! والحقيقة هي ان من استدرج اطلاق القذائف والصواريخ الفلسطينية في اطار "رد الفعل الانتقامي" هي جريمة جيش الاحتلال الاسرائيلي بقتل ثلاثة نشطاء من الجهاد الاسلامي في قرية علار قرب طولكرم شمال الضفة الغربية وادعاء حماس ان الطائرات الاسرائيلية قذفت صواريخها التي اودت بحياة 19 فلسطينياً وجرح 80 آخرين في مخيم جبالية للاجئين في غزة في أثناء مسيرة لحركة حماس احتفالاً بالانسحاب الاسرائيلي.
ويستغل المعسكران المتصارعان في الليكود، معسكر شارون ومعسكر نتنياهو، هذا التصعيد المتجدد، لكي يحسم كلٌ منهما الصراع داخل مركز الليكود الذي سيعقد يوم غدٍ الاثنين، فمعسكر نتنياهو يستغل استئناف اطلاق صواريخ القسام والقذائف على سديروت وغيرها لمهاجمة شارون والتأكيد ان خطته لم توقف "الارهاب الفلسطيني" بل عززت نفوذه في القطاع بسيطرة حماس والجهاد الاسلامي. ويأمل نتنياهو تأييد المرتددين في حزب الليكود للاطاحة بشارون.
أما معسكر شارون فانه بتصعيد العدوان الدموي على غزة وشمال الضفة يريد التأكيد ان جنرال المجازر لم يتغير وانه يضرب الفلسطينيين بيدٍ من حديد، وانه لا يزال المسيطر على الاوضاع في القطاع  بقوة البلطجة العسكرية العدوانية. ويأمل بهذا التصعيد كسب المعركة ضد نتنياهو في مركز الليكود. ولهذا وبالتشاور مع وزير "الامن"، شاؤول موفاز اعلنت حكومة شارون- بيرس- موفاز اغلاق الضفة والقطاع وجميع المعابر الى اجل غير مسمى وأمر وزير الامن بتحريك قوات هائلة من دبابات ومجنزرات عسكرية تمترست على الحدود الشمالية من القطاع  مقابل بيت حنون، كما امر طائرات ومروحيات قوات الاحتلال القيام بغارات متواصلة مدمرة وقاسية في غزة وضواحيها. وقد أدى القصف الصاروخي الاسرائيلي العدواني الى استشهاد اربعة فلسطينيين في حي الزيتونة في غزة والى تدمير العديد من المنازل والى سقوط عدد من الجرحى.
اننا نطالب حكومة الاحتلال والعدوان الشارونية-البيرسية بوقف عدوانها التصعيدي فوراً، فهذا التصعيد يعقّد الامور اكثر وينسف احتمالات التقدم لاستئناف العملية التفاوضية الاسرائيلية- الفلسطينية. كما نتوجه الى فصائل المقاومة الفلسطينية بالركون الىالحكمة وعدم السقوط في المصيدة التي ينصبها المحتل لاستدراجكم بالرد على الاستفزازات الاجرامية لاتخاذها ذريعةً لتصعيد عدوانه ومواصلة تجسيد برنامجه الاستراتيجي العدواني للانتقاص من ثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية.


"الإتـــــــــحـــــــــــــــاد"

الأحد 25/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع