تبرئة القتلة جريمة انسانية

"خمس سنوات مضت والقتلة احرار" كان احد الشعارات التي رفعها المتظاهرون امس الاربعاء، من عائلات شهداء هبة اكتوبر الفين والمتضامنون معهم في تظاهرات الاحتجاج التي جرت على سبعة مفارق طرق في الجليل والمثلث، عند مفرق البروة ومفرق مسكنة ومفرق الناعمة ومفارق كفر مندا وام الفحم وجت المثلث. وقد جاءت هذه التظاهرات احتجاجا على توصيات "قسم التحقيقات مع الشرطة" في وزارة القضاء، التي ستنشر يوم الاحد القادم بخصوص ما توصلت اليه من تحقيق مع المجرمين من افراد اذرع القمع السلطوية الذين اياديهم ملطخة بدماء ثلاثة عشر شهداء اكتوبر الخالدين من ابناء جماهيرنا العربية، قصف اعمارهم رصاص سياسة القهر القومي والتمييز العنصري. فلجنة اور اوصت بالتحقيق مع رجال الامن الذين شاركوا في اطلاق الرصاص القاتل على متظاهري هبّة اكتوبر الاحتجاجية على مجزرة القدس والاقصى التي ارتكبها جند وبوليس الاحتلال الاسرائيلي. وقد اوصت لجنة اور ان يتولى "التحقيق" قسم  التحقيقات مع الشرطة في وزارة القضاء.
وقد لجأ هذا القسم الى جرجرة التحقيقات مع المجرمين خلال سنتين وبهدف طمس معالم الجريمة واعضاء المجرمين القتلة من نيل العقاب الذي يستحقونه، ووصمة عار ابدية في جبين قسم التحقيقات وما توصلت اليه من استنتاجات وتوصيات، وصمة عار في جبين "العدالة" الاسرائيلية والسياسة العنصرية الرسمية الاسرائيلية. فما توصل اليه هذا الذراع السلطوي انه لن يقدم ويوصي باية لائحة اتهام تدين ايا من المجرمين القتلة، وانه لم يتوافر لدى المحققين في اثناء التحقيق مع المجرمين القتلة اية ادلة دامغة تثبت ارتكابهم للجريمة!! اذن يا اعداء العدالة من قتل الشباب الـ 13 وجرح المئات؟ هل هي الطيور "الابابيل" القت حجارة من سجّيل!! انه استخفاف عنصري بحياة المواطن العربي، بدم الانسان العربي ودفن منهجي لتوصيات لجنة اور. ودم شهدائنا لن يذهب هدرا، ويجب مواجهة "صك الغفران" الذي اصدره قسم التحقيقات مع الشرطة في وزارة القضاء، ولتكن تظاهرات الاحتجاج التي جرت امس على مختلف مفارق الطرق الشرارة الاولى في اطار معركة كفاحية سياسية – جماهيرية، عربية – يهودية، متواصلة وعلى مختلف الصعد والمستويات حتى ينال القتلة المجرمون العقاب العادل الذي يستحقونه. فهذه المعركة جزء لا يتجزأ من معركة جماهيرنا العادلة دفاعا عن حقها بالمواطنة الكاملة بالمساواة القومية والمدنية، الفردية والجماعية ولدفن سياسة القهر القومي والتمييز العنصري السلطوية التي وصلت الى درجة دولة تقتل مواطنيها. فعدم تقديم لائحة اتهام ضد المجرمين القتلة مدلوله السياسي تبرئة القتلة، وهذه جريمة بحق الانسانية وبحق الاقلية القومية العربية الفلسطينية، بحق الدمقراطية والعدالة، التي لا يمكن السكوت عليها.
الخميس 15/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع