مخول امام الكنيست: إما الديمقراطية وإما الأحتلال

*مخول كان يناقش معطيات معهد الدمقراطية الاسرائيلي الذي كشف بحثة الاخير عن مدى تحجذر العنصرية في اسرائيل*
قال النائب عصام مخول في الكنيست، إن نتائج البحث الذي اعده "المعهد الاسرائيلي للديمقراطية"، حول مكانة الديمقراطية في أسرائيل، والمخاطر المحدقة بها، يجب أن يزلزل الأرض تحت أقدام المجتمع الأسرائيلي.
وكان المعهد الأسرائيلي للديمقراطية قد نشر، في نهاية الأسبوع الماضي، نتائج أولية عن بحث أجراه حول مكانة الديمقراطية في المجتمع الأسرائيلي، أشارت الى ان 53% من المواطنين اليهود في البلاد يعارضون المساواة الكاملة للأقلية العربية، وأن 57% منهم معنيون بتشجيع المواطنين العرب على الهجرة خارج أسرائيل، وأن 31% من اليهود في أسرائيل يفضلون حكم رجل حديدي، على الديمقراطية.
وقال مخول: إن أهمية ما قام به المعهد الأسرائيلي للديمقراطية، أنه وضع المجتمع الأسرائيلي أمام المرآة، وجعل الناس يرون الوجه المشوه للديمقراطية الأسرائيلية. كما أن المعهد أشار في نتائج بحثه، الى مصادر هذا التشوه، مؤكدا، ان الأحتلال المتواصل هو "فخ الموت" بالنسبة للديمقراطية الأسرائيلية، كما أن الأحتلال ، فخ قاتل لكل قيمة أنسانية ولكل ما هو صالح في المجتمع الأسرائيلي.
وأضاف مخول: منذ سنوات وأنا ورفاقي نحذر من كل منصة من التدهور نحو الفاشية في المجتمع الأسرائيلي، وبعض أصدقائي الصحافيين كانوا يتهمونني بالمبالغة في التحذير من خطر التدهور الفاشي، ألى أن جاء اليوم المعهد الأسرائيلي للديمقراطية، ليفضح، هذا الخطر ويؤكد انه بات متجذرا في الفكر السياسي واليومي في أسرائيل، وربما كان علينا أن نحذر أكثر وبصوت أعلى، ولم يكن هذا ولن يكون واجب عضو كنيست واحد، أو كتلة برلمانية واحدة، أو حزب واحد، وأنما هو واجب كل الديمقراطيين في اسرائيل أن يهبوا ويتصدوا معا لخطر تدهور الديمقراطية وانهيار أسسها.
واعتبر مخول أن فكرة البحث عن "القائد القومي"، لتجاوز "ضعف الديمقراطية" كانت تطفو على السطح في الشوارع والساحات ومراكز الأحزاب منذ سنوات في المجتمع الأسرائيلي، ولكن الأغلبية اختارت ألا ترى عملية تآكل الديمقراطية وتصدع مقوماتها في ظل وربما بسبب تواصل الأحتلال والحرب العدوانية والأستيطان.
وأضاف مخول قائلا، انه حتى التصريحات القوية التي أطلقها رئيس المحكمة العليا القاضي براك في شهر كانون الاول الماضي، ونشرتها هآرتس، لم تهز المجتمع الأسرائيلي برغم خطورتها، فقد حذر قائلا: "لا يجوز التعامل مع أستمرار بقاء الديمقراطية الأسرائيلية كأمر مفروغ منه، والتوجه السائد عندنا، أن ذلك لن يحدث ثانية، لا يمكن القبول به.
فكل شيء يمكن أن يحدث، واذا كان حدث ما حدث في ألمانيا بيتهوفن وألمانيا عمانوئيل كانط، فأنه يمكن أن يحدث في كل مكان.
وأضاف مخول قائلا، إن المجتمع الأسرائيلي تهرب من الأعتراف بالخطر المحدق بالديمقراطية حتى اليوم ومواجهته، ولكن علينا أن نعي أننا أذا كنا غير قادرين على الدفاع عن الديمقراطية اليوم فأنها لن تكون قادرة على الدفاع عنا غدا، أمام التدهور الفاشي. وسيبقى النضال لأنقاذ الديمقراطية معركة الديمقراطيين جميعا من العرب واليهود في أسرائيل.واختتم مخول نقاشه مخاطبا مقاعد اليمين: أن تدهور الديمقراطية الأسرائيلية، وتآكلها، نابع عن الأفلاس السياسي والأيديولوجي، للجالسين في سدة الحكم في أسرائيل، الذين باتوا يرون بالديمقراطية عائقا يجب التخلص منه لفرض فكرهم الذي تجاوزه التاريخ وتجاوزته التطورات.وما دمتم لا تقضون على الأحتلال فأن الأحتلال سيقضي حتما على الديمقراطية. يا دعاة الديمقراطية الزائفة، ديمقراطية الدم والموت والجرائم الأحتلالية.
الخميس ‏2003‏-05‏-22‏


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع