اعصار سياسي في واشنطن!

بعد ايام قليلة على اعصار الهوريكان الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة، ومدينة نيو اورليانز خاصة، بدأت تظهر ملامح اعصار سياسي قد يطال، ولو جزئيًا، ادارة مجرم الحرب جورج بوش.
فالاهمال الواضح والسافر للمنكوبين، ذوي الغالبية غير البيضاء، جرّ انتقادات واتهامات من وسائل اعلام وشخصيات امريكية، ان السبب هو لون الضحايا. اي ان التعامل مدفوع بالالتمييز العنصري.
وهناك من اشار مباشرة الى العلاقة المركبة ما بين هوية الضحايا وأصلهم العرقي وبين انتمائهم للشرائح الفقيرة وبين كونهم ضحايا كارثة طبيعية لم تسعَ ادارة بوش الى بذل كامل الجهود لانقاذهم.
لقد كشفت هذه الكارثة الطبيعية ان فداحة نتائجها مرتبطة بالسياسة والسياسيين ايضًا. وبنظام يحسب جهوده للقيام بواجبه ولحماية مواطنيه، بالاستناد الى هوية الضحايا.
فالتمييز العنصري التاريخي من قبل مؤسسة واشنطن تجاه المواطنين من اصل افريقي هو أمر معروف، والآن جاء الاعصار ليكشف تلك الاوراق التي يجتهد البيت الابيض في اخفائها.
اما ظهور وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس ذات الاصول الافريقية امس ونفيها هذا الاهمال المفضوح على خلفية العرق، فهو ليس سوى خيانة منها لمواطنيها جميعا، وابناء الاقلية التي تنتمي اليها على وجه الخصوص.
ومع كل الأمل بأن تكون معاناة المنكوبين الأمريكان في حدها الأدنى، نأمل ان تكون هذه الكارثة بنتائجها القاسية، محطة تجعل الشعب الامريكي يقرر بنفسه: من هو عدو مصالحه.
ففي النهاية، من يعادي مصالح شعوب العالم لا يمكن الا ان يكون معاديا لمصالح شعبه. من المستحيل الفصل بين الامرين.

"الاتحاد"

الأثنين 5/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع