في ذكرى ضحايا مجزرة شفاعمرو

شاركت جماهير عربية ويهودية غفيرة من شفاعمرو وخارجها أمس السبت في الاجتماع التأبيني لذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو، ضحايا الإرهاب الفاشي والتحريض العنصري المحموم على الجماهير العربية.
اليوم، وبعد مرور حوالي شهر على المجزرة، ما زال الخطر كبيرا، وما حدث في بيت جن يوم الخميس ليس إلا مؤشرا جديدا على استفحال العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وليس إلا دليلا على أن تقاعس السلطة عن ملاحقة المحرّضين هو رسالة مفادها إباحة دم المواطنين العرب.
حكومة شارون-العمل لم تترجم تصريحاتها (الإيجابية نوعا ما) إلى خطوات فعلية لصدّ التحريض العنصري السام ضد جماهيرنا وضد شرعية وجودها ومواطنتها.
والحقيقة هي أننا لم نكن نتوقع من هذه الحكومة، التي ترسي سياساتها الإجرامية البنية التحتية للإرهاب والتي تنثر بذور الفاشية في رحم الرأي العام، لم نكن نتوقع منها أن تستأصل مسبّبات الإرهاب الفاشي ضد الجماهير العربية.
إن الاعتداءات العنصرية ضد المواطنين العرب آخذة في التزايد كما ونوعا في السنوات الخمس الأخيرة، سواء أكان من خلال أذرع "الأمن" القمعية السلطوية أو من خلال اعتداءات تنفذها عصابات عنصرية ضد مواطنين عرب في المرافق العامة وأماكن الترفيه. وقد جاءت مجزرة شفاعمرو دليلا دامغا على أن الخطر يحدق بالجميع بغض النظر عن انتمائهم الطائفي أو السياسي أو المنطقي، وكذلك الأمر بالنسبة لعدوان بيت جن؛ فالعنصرية عمياء وتستهدف الجميع.
لقد عزّز الألم على سقوط الشهداء الأربعة عزيمة جماهيرنا الكفاحية، وكان حضور القوى التقدمية اليهودية لافتا وقويا. كما نبّهتنا المجزرة جميعا إلى أن الفاشية لم تنتظرنا بل ستحاول ضربنا وليّ ذراعنا، وأن الأخطار المترتبة على الوضع الجديد تستدعي قدرا عاليا من الجاهزية الكفاحية، وأن المواجهة يجبأن تكون عربية-يهودية مشتركة بعيدا عن التقوقع والانعزالية.
إننا اليوم نجدّد العهد لشهداء مجزرة شفاعمرو، ولجميع من سقطوا ضحايا للإرهاب والقمع العنصريين، بأن دماءهم لن تذهب سدًى، وبأننا سنواصل مشروعنا النضالي الأساسي، ألا وهو البقاء والتطور في وطننا الذي لا وطن سواه، وبأننا لن ننكس رايات النضال العربي-اليهودي المشترك من أجل دفن واقع الاحتلال والعنصرية والاضطهاد بشتى أنواعه، ولإحقاق السلام العادل والمساواة التامة والعدالة الاجتماعية الحقّة.
المجد والخلود لجميع شهداء شعبنا الأبرار

"الإتــــحــــاد"

الأحد 4/9/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع