ألمهمّة ليست سهلة

بالانتهاء من عملية اخلاء المستوطنات الاربع وتقليع المستوطنين من شمال الضفة الغربية الفلسطينية، امس الثلاثاء، تكون حكومة شارون – بيرس قد جسّدت على الارض خطة الفصل الشارونية احادية الجانب. وبرأينا ان قلع مستوطنات وتقليع مستوطنين تعتبر سابقة هامة لها مدلولها السياسي الهام. واهميتها تكمن في امرين اساسيين، الاول انها زعزعت اركان وقاعدة "ارض اسرائيل الكبرى" الايديولوجية والسياسية وعلى ارض الواقع. والثاني، انها فتحت ابواب الصراع، من منطلق جديد، لتحديد هوية وطابع وحدود التسوية السياسية المستقبلية، صراع متعدد الجبهات على الساحتين الاسرائيلية والفلسطينية والاسرائيلية – الفلسطينية. فحزب الليكود الحاكم قد عمقت خطة فك الارتباط مع قطاع غزة وشمال الضفة الغربية ازمته الداخلية التي قد تقود الى انقسام صفوفه بين معسكر شارون ومعسكر نتنياهو المدعوم من غلاة اليمين المتطرف ومن مختلف قوى ايتام ارض اسرائيل الكبرى. وقد بدأ افراد معسكر نتنياهو بجمع تواقيع اعضاء مركز الليكود لعقد مؤتمر يقرّب موعد الانتخابات التمهيدية لانتخاب رئيس الحزب ومرشحه للمنافسة على رئاسة الحكومة. والهدف من وراء ذلك الاطاحة بشارون وتنصيب نتنياهو مكانه.
فرائحة تقريب موعد الانتخابات للكنيست تنتشر في اجواء الساحة السياسية والحزبية. وشارون ولاستعادة وتعزيز مركزه ومكانته في حزبه وبين قوى اليمين ويمين الوسط يكثر في الآونة الاخيرة من تصريحاته الرفضية الحربجية المعادية للتسوية السياسية العادلة نسبيا. يزرع الوهم وكأنه لن تكون خطوات اخرى شبيهة بخطة فك الارتباط، وانه سيواصل عملية توسيع الاستيطان وبناء جدار الضم والفصل العنصري وتهويد القدس الشرقية، وانه لن يتنازل ابدا عن الكتل الاستيطانية التي سيضمها الى اسرائيل، وانه لا عودة للاجئين الفلسطينيين.
ما نود تأكيده ان المهمة الاساسية بدفع عجلة التطور نحو تسوية الحل الدائم ليست سهلة ابدا، ولكنها ليست ميؤوسا منها وتحتاج الى الحكمة المشحونة بتصعيد المعركة الكفاحية على مختلف جبهات الصراع. تحتاج اولا وقبل كل شيء الى وحدة الشعب الفلسطيني، بمختلف الوان طيفه، سلطة وفصائل، وحدة كفاحية متمسكة بثوابت الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف وعلى قاعدة برنامج نضالي متفق عليه، وادارة الصراع بصورة حكيمة تجذب الى نصرة الحق الفلسطيني المشروع والضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي اوسع التضامن العالمي الرسمي والشعبي. وعلى عاتق قوى السلام والدمقراطية وانصار حقوق الانسان اليهودية والعربية، مهمة ومسؤولية كبيرتان في المعركة حتى تكون غزة ليس آخرا، بل اولا، وتصعيد المعركة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي ودنسه الاستيطاني من جميع المناطق المحتلة الفلسطينية والسورية واللبنانية، وانجاز الحق الفلسطيني الوطني المشروع بالدولة والقدس والعودة.
الأربعاء 24/8/2005


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع